للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

قال أبو بكر البيهقي: لأنَّ كسب العبد بقلبه ولسانه وجوارحه، فالنية أحد الأقسام الثلاثة، وهي أرجَحُها؛ لأنها تكون عبادةً بانفرادها بخلاف القسمين الآخرين، ولذلك كانت نيَّةُ المؤمن خيرًا من عمله، ولأنَّ القول والعمل يدخُلُهما الفسادُ بالرياء بخلاف النيَّة. (١) وعن الشافعي أيضًا: أنَّه يدخل في سبعين بابًا من الفقه (٢).

وعن الإمام أحمد: أصولُ الإسلام على ثلاثة أحاديث: الأعمال بالنية، وحديث عائشة: "من أحدث في أمرنا ما ليس فيه فهو رَدٌّ"، وحديث النعمان بن بشير: "حلالٌ بيِّن وحرامٌ بيِّن" (٣).

وروى أبو سعيد ابن الأعرابي، (١١/ ظ) حدثنا أبو داود قال: أقمتُ بطرسوس عشرين سنة، فاجتهدتُ في المسند، فإذا هو أربعة آلاف حديث، ثمَّ نظرتُ فإذا مدارُ الأربعة آلاف على أربعة أحاديث: حديث "حلال بيِّن وحرام بيِّن" فهذا ربع العلم. وحديث ... (٤)، (٥) (١١/ و) عبد الواحد المقدسي، فجاء مجلدةً كبيرةً تكلَّمتُ فيه على نسب سيدنا محمد صلَّى الله عليه وسلَّم منه إلى آدم، واشتقاق الأسماء العربية فيه، ومعنى العبرانية والسريانية فيه، وعلى مولده، ووفاته، وغزواته، وكُتَّابه، وأزواجه، وخُدَّامه، ومواليه، وصفاته، وأخلاقه، ومعجزاته، فهو سيِّدُنا ونبيُّنا (٦) محمد صلَّى الله عليه وسلَّم، وأحمد، وله أسماء مشهورة. (٧)


(١) انظر الكواكب الدراري في شرح صحيح البخاري، للكرماني (١/ ٢٢).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٣/ ٥٣).
(٣) طبقات الحنابلة، لابن أبي يعلى (١/ ٤٧).
(٤) كتب الناسخ في هامش الأصل: "وُجِد في الأصل المكتَتَب منه نقصُ ورقة، فتُرِكَ هذا البياضُ هنا لكي يُنظَر".
قلتُ: ذكره الخطابي في "معالم السنن" (٤/ ٣٦٦) فجاء فيه: " ... وثانيها: حديث عمر: الأعمال بالنيات، وثالثها: حديث أبي هريرة: إنَّ الله طيِّبٌ لا يقبل إلا الطيِّب، ورابعها: حديث أبي هريرة أيضًا: مِنْ حُسْن إسلام المرءِ تركُه ما لا يعنيه".
(٥) انظر جامع العلوم والحكم (١/ ٥٦ - ٥٨).
(٦) من هامش الأصل.
(٧) يقصد بذلك كتابه، المسمَّى: "المورد العذب الهني في الكلام على سيرة عبد الغني"، طبعته دارُ النوادر، تحقيق: نور الدين طالب، ط: ٢٠١٤ م. وطُبع أيضًا في دار التوحيد، تحقيق: عمر بن أحمد آل عباس. ط: ٢٠١٧ م.

<<  <   >  >>