للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أَبَا بكر عَن إمرة الْحَج بل أبقاه أَمِيرا وعليا مَأْمُورا لَهُ فِيمَا عدا الْقِرَاءَة على أَن عليا لم ينْفَرد بِالْأَذَانِ بذلك فَفِي صَحِيح البُخَارِيّ أَن أَبَا هُرَيْرَة قَالَ بَعَثَنِي أَبُو بكر فِي تِلْكَ الْحجَّة فِي مؤذنين بَعثهمْ يَوْم النَّحْر يُؤذنُونَ بمنى أَن لَا يحجّ بعد الْعَام مُشْرك وَلَا يطوف بِالْبَيْتِ عُرْيَان قَالَ حميد بن عبد الرَّحْمَن ثمَّ أرْدف رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم عَليّ بن أبي طَالب فَأمره أَن يُؤذن بِبَرَاءَة قَالَ أَبُو هُرَيْرَة فَأذن مَعنا عَليّ يَوْم النَّحْر فِي أهل منى بِبَرَاءَة أَن لَا يحجّ بعد الْعَام مُشْرك وَلَا يطوف بِالْبَيْتِ عُرْيَان فَتَأَمّله تَجِد عليا إِنَّمَا أذن مَعَ مؤذني أبي بكر وَمِمَّا يُصَرح بِمَا ذَكرْنَاهُ أَن أَبَا بكر لما جَاءَ عَليّ لم يعْزل مؤذنيه فَعدم عَزله لَهُ وَجعله إيَّاهُم شُرَكَاء لعَلي صَرِيح فِي أَن عليا إِنَّمَا جَاءَ وَفَاء بعادة الْعَرَب الَّتِي قلناها لَا لعزل أبي بكر وَإِلَّا لم يسع أَبَا بكر أَن يبقي مؤذنيه يُؤذنُونَ مَعَ عَليّ فاتضح بذلك مَا قُلْنَاهُ وَأَنه لَا دلَالَة لَهُم فِي ذَلِك بِوَجْه من الْوُجُوه غير مَا يفترونه من الْكَذِب وينتحلونه من العناد وَالْجهل

الشُّبْهَة الثَّالِثَة زَعَمُوا أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما ولاه الصَّلَاة أَيَّام مَرضه عَزله عَنْهَا

وجوابها أَن ذَلِك من قبائح كذبهمْ وافترائهم فقبحهم الله وخذلهم كَيفَ وَقد قدمنَا فِي سَابِع الْأَحَادِيث الدَّالَّة على خِلَافَته من الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة المتواترة مَا هُوَ صَرِيح فِي بَقَائِهِ إِمَامًا يُصَلِّي إِلَى أَن توفّي رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم

وَفِي البُخَارِيّ عَن أنس قَالَ إِن الْمُسلمين بَيْنَمَا هم فِي صَلَاة الْفجْر من يَوْم الِاثْنَيْنِ وَأَبُو بكر يُصَلِّي بهم لم يفجأهم إِلَّا رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قد كشف ستر

<<  <  ج: ص:  >  >>