رؤوسَهم، فَجَلَسَ إِلَيْهِم، فَدَعَاهُمْ إِلَى الله - عزَّ وجلَّ - وَقَرَأَ عَلَيْهِم الْقُرْآن، فَقَالَ بَعضهم لبعضٍ: إنّه النبيّ الَّذِي تُوعِدُكم بِهِ يهود، فَلَا يَسبِقُنَّكم إِلَيْهِ، فاستجابوا لله وَلِرَسُولِهِ، فآمنوا بِهِ، وصدّقوا، وهم أَسعد بن زُرَارة، ومَعَاذ بن عفراء، ورَافع بن مَالك، وذَكْوان بن عبد قيس، وعُبَادة بن الصَّامت، وَأَبُو عبد الرَّحْمَن يَزيد بن ثَعلبةَ من بَلِيٍّ حليفٌ لَهُم، وَأَبُو الهَيثم بن التَّيْهان حليفٌ لَهُم، وعُوَيم بن سَاعدة. وَقيل: بل كَانُوا ستَّةً، أسعد بن زُرَارة، وعَوْف بن الحارِث، ورَافع بن مَالك، وقُطْبة بن عَمْرو بن نابي، وَجَابِر بن عبد الله، لم يكن قبلهم أحدٌ، قَالَ الْوَاقِدِيّ: هَذَا عندنَا أثبتُ مَا سمعنَا فيهم، وَهُوَ المُجْتَمع عَلَيْهِ.
وَقدمُوا الْمَدِينَة فدَعَوْا إِلَى الْإِسْلَام حَتَّى فَشَا فِيهَا، وَلم يَبقَ دارٌ من دُور الْأَنْصَار إلاّ وفيهَا ذِكرٌ من رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] . فأوّل مسجدٍ قُرئ فِيهِ الْقُرْآن مَسْجِد بني زُرَيق، ثمَّ فِي الْعَام الْقَابِل لقِيه اثْنَا عشر رجلا من الْأَنْصَار عِنْد الْعقبَة، أسعَد بن زرَارة، وعَوْف ومُعاذ ابْنا عَفْراء، وذَكْوان بن عبد قيس، ورَافع بن مَالك، وقُطْبة بن عَامر، وَأَبُو عبد الرَّحْمَن يزِيد بن ثَعلبة من بَلِيٍّ حَلِيف، وعُبَادةَ بن الصَّامت، وعبّاس بن عُبَادة بن نَضْلة، وعُقْبة بن عَامر بن نابي، فَهَؤُلَاءِ عشرَة من الْخَزْرَج.
وَمن الْأَوْس رجلَانِ، عُوَيم بن سَاعدة وَأَبُو / ١١ و. الهَيثم بن التَّيْهان من