وَأقَام ذَكْوان بن عبد قيس بمكَّةَ مَعَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ، فَهُوَ مُهاجريٌّ أنصاريّ، قُتل يَوْم أُحُد. قَالَه ابْن حزم، وَأسلم على يَديْ مُصعبٍ خلْقٌ كثير من الْأَنْصَار، مِنْهُم أُسَيْد بن حُضَيْر ثمَّ سعد بن مُعاذ فِي يَوْم وَاحِد. وَقَالَ سعدٌ لِقَوْمِهِ بني عبد الْأَشْهَل فِي الْيَوْم الَّذِي أسلم فِيهِ: كلامُ رِجالِكم ونسائِكم عليَّ حرامٌ إنْ لم تؤمنوا بِاللَّه وَرَسُوله. فآمنوا كلُّهم، الرجالُ والنساءُ، فِي ذَلِك الْيَوْم، خلا عَمرو بن ثَابت بن وَقْش، فَإِنَّهُ تأخَّر إسلامُه إِلَى يَوْم أُحد، فَأسلم واستُشْهد، وَلم يكن سجدَ لله سجَدةً / ١١ ظ. قطُّ، فأَخبرَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] أَنه من أهل الْجنَّة. وَلم يكن فِي بني عبد الْأَشْهَل مُنَافِق وَلَا منافقة، كَانُوا كلّهم مُخلصين، رضوَان الله عَلَيْهِم. قَالَه ابْن حزم.
وَلما حضرو زمانُ الحَجّ مَشى أَصْحَاب رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] الَّذين أَسْلمُوا بِالْمَدِينَةِ، بعضُهم إِلَى بعض، وتواعدوا المسيرَ إِلَى الحجّ، وموافاةَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] والإِسلام يومئذٍ فاشٍ بِالْمَدِينَةِ. فَخَرجُوا وَمَعَهُمْ مُصعب بن عُميرْ حَتَّى قدمُوا على رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] مكَّةَ، فسلَّموا عَلَيْهِ، فواعدهم مِنىً وسط أيّام التَّشْرِيق، لَيْلَة النَفْر الأَول، إِذا هدأت الرِجْل أنْ يوافوه فِي الشِّعْب الأَيمن إِذا انحدروا من مِنىً أَسْفَل العَقَبة حَيْثُ الْمَسْجِد الْيَوْم، وأَمَرهم أنْ لَا ينبهِّوا نَائِما، وَلَا ينتظروا غَائِبا. فَوَافى رسولُ الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] فِي الْمَكَان الْمَذْكُور، وَمَعَهُ عمُّه العبّاسُ
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute