للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لقد صَدَقَنا الَّذِي كَانَ حَدَّثنا. وسألوا عليّاً عَن رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] قَالَ: لَا عِلمَ لي بِهِ.

وَكَانَ مِمَّا أَنزل الله - تَعَالَى - فِي ذَلِك {وَإِذ يمكر بك الَّذين كفرُوا ليثبتوك أَو يَقْتُلُوك أَو يخرجوك ويمكرون ويمكر الله وَالله خير الماكرين} وَصَارَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] إِلَى منزل أبي بكرٍ - رَضِي الله عَنهُ - ظُهرَاً، فَقَالَ: " أَخرِجْ مَنْ عندكَ " فَقَالَ: يَا رَسُول الله، إِنَّمَا هما ابنتايَ. فَقَالَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : " إنَ الله قد أَذنَ لي فِي الْهِجْرَة " فَقَالَ أَبُو بكر: الصَّحَابةَ يَا رَسُول الله. فَقَالَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : " نعم " قَالَ أَبُو بكر: فخذْ بأَبي أنتَ وأُمِّي إِحْدَى راحلَتيّ هَاتين. فَقَالَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] : بالثَّمن. وَكَانَ أَبُو بكر اشتراهما بثمانِ مائَة [دِرْهَم] من نَعَمِ بني قُشَير. فَأعْطى النبيَّ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] إِحْدَاهمَا بالثَّمنِ، وَهِي القَصْواء.

ثمَّ خرج هُوَ وَأَبُو بكرٍ، فمضيا إِلَى غارِ ثَوْرٍ فدخلاه. فَأمر اللهُ شَجَرَة فَنَبَتَتْ فِي فمِ الْغَار، فسترتْ وجهَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وأمرَ اللهُ العنكبوتَ فنسجتْ على فمِ الْغَار، وأمرَ حَمامتين وحشيَّتين فوقفتا بفمِ الغارِ، وأَقبل فِتيانُ قريشٍ فَرَأَوْا ذَلِك فانصرفوا، ومكثَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] وَأَبُو بكر فِي الغَار ثلاثَ ليالٍ يَبيتُ عِنْدهمَا عبد الله بن أبي بكر الصدِّيق يتسَمّع الْأَخْبَار بِالنَّهَارِ، ويُخبرهما بِمَا سَمِعَ. وَذكر ابْن حزم: أنّ أسماءَ كَانَت تأتيهما بِالطَّعَامِ، وَكَانَت لأبي بكر مِنْحةُ غنم يرعاها عامرُ بن فُهيْرة. وَكَانَ يَأْتِيهم بهَا لَيْلًا فيحتلبون. فَإِذا كَانَ السّحَر

<<  <   >  >>