للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَبَقِي النبيُّ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] على ظهر النَّاقة لم ينزل / ١٥ و، فَقَامَتْ ومشَت غيرَ بعيدٍ، وَرَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] لَا يَثْنيها، ثمَّ التفتَتْ خلفَها، فرجعتْ إِلَى مَكَانهَا الَّذِي بَرَكت فِيهِ، فبَركت ثَانِيَة واستقرَّتْ.

وَقد قيل: إنَّ جَبَّار بن صَخْر من بني سَلِمة - من صالحي الْمُسلمين - جَعَل يَنخَسُ ناقةَ النبيّ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] لِتقوم، مُنَافَسَة لبني النجَّار أنْ ينزلَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] عِندهم فَلم تَقُم، ونزلَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] عَنْهَا، فَحمل أَبُو أَيُّوب رَحْلَ النبيّ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] فَأدْخلهُ دارهَ. وكلَّمَ الناسُ رسولَ الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] ثَانِيًا فِي النُّزُول عَلَيْهِم. فَقَالَ: " المرءُ مَعَ رَحْلِه " وَنزل دارَ أبي أَيّوب، وَجَاء أسْعد بن زُرَارة فَأخذ بزِمَام راحلتِه، فَكَانَت عِنْده.

قَالَ زيد بن ثَابت: فأوّلُ هديّة دخلتْ على رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] فِي منزل أبي أَيُّوب هديّة دخلتُ أَنا بهَا قَصْعةُ مَثْرود، فِيهَا خُبزٌ وسَمْنٌ ولَبَن. فقلتُ: أرسلتْ بِهَذِهِ القَصْعة أُمّي. فَقَالَ: " باركَ اللهُ فيكَ " ودعا أَصْحَابه فَأَكَلُوا. فَلم أَرمَّ البابَ حَتَّى جَاءَت قَصْعةُ سَعد بن عُبادة ثَريدٌ وعُرَاقٌ. وَمَا كَانَ من ليلةٍ إِلَّا وعَلى بَاب رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] الثَّلَاثَة وَالْأَرْبَعَة، يحملون الطَّعَام، يتناوبون ذَلِك، حَتَّى تحوّلَ رَسُول الله [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] من منزل أبي أَيُّوب، وَكَانَ مقامُه فِيهِ سَبْعَة أشهرِ.

وَسَأَلَ [صلى الله عَلَيْهِ وَسلم] عَن المِرْبَد الَّذِي بَركت النَّاقة فِيهِ. فأُخبر خَبرُه. فَقيل: اشْتَرَاهُ

<<  <   >  >>