عَنْهُمَا - سَيّدٌ يُصْلح اللهُ - عز وَجل - بِهِ [بَين] فئتين عظيمتين من الْمُسلمين، وَكَانَ كل ذَلِك.
وأَخبرَ عَن رجلٍ قاتَل فِي سَبِيل الله - عزَّ وجلَّ - بأنَّه من أهلِ النَّار، فَظهر ذَلِك، بأنّ ذَلِك الرجل قَتَل نفْسَه. وأخبرَ بقتْل الأَسْود العَنْسِيّ الكذَّاب ليلةَ قَتْلِه، وَهُوَ بصَنْعاء اليَمن، وأخبرَ بمَنْ قَتله.
وَأخْبر بموتِ النَّجاشِيّ بِالْحَبَشَةِ، وَخرج هُوَ وَجَمِيع أَصْحَابه إِلَى البَقيع، فصلَّوا عَلَيْهِ، فَوُجِد قد مَاتَ ذَلِك الْيَوْم. وَخرج من بيتهِ على مائةِ رجلٍ من قريشٍ ينتظرونه ليقتُلوه بزَعْمهم، فَوضع التُّرابَ على رُؤوسهم، فَلم يَروْه.
وشكا إِلَيْهِ البعيرُ بحضْرة أَصْحَابه وتذلَّل لَهُ. وَقَالَ لنفَرٍ من أَصْحَابه مُجْتَمعين: أَحدُكم فِي النَّار / ٢١ ظ. ضِرْسُهُ مثلُ أُحُدٍ، فماتوا كلُّهم على الإِسلام، وَارتدّ مِنْهُم وَاحِد: وَهُوَ الرَّحَّال الحَنَفيّ، فَقُتلَ مرَتدَّاً مَعَ مُسَيْلمة، لعنهما الله. وَقَالَ لآخرين: آخرُكم موتا فِي النَّار، فَسقط آخرُهم مَوْتاً فِي نارٍ، فَاحْتَرَقَ فماتَ. ودعا شجرتين فأتتاهُ جَمِيعًا، ثمَّ أَمرهمَا فافترقتا.
وَأخْبر أَنه يَقْتُل أُبيَّ بن خَلَف الجُمحَي، فَخَدشَه يومَ أُحُد خَدْشاً لطيفاً، فَكَانَت مَنيَّتهُ مِنْهَا. وَأخْبر أصحابَه يَوْم بَدْرٍ بمصَارع صَنَادِيد قُرَيْش، ووَقَفهَم على مصَارِعهمْ رجلا رجلا، فَلم يتعدَّ مِنْهُم واحدٌ ذَلِك الْموضع. وزُوِيَتْ لَهُ الأرضُ، فأُرِيَ مشارقَها ومغاربَها، وأَخبرَ ببلوغ أُمّته مَا زُوِيَ لَهُ مِنْهَا، وَكَانَ ذَلِك، فَبلغ مُلْكُهم من أوّل المشرقِ إِلَى آخر الْمغرب، وَلم يَتَّسعوا فِي الْجنُوب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute