للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن من البيان لسحرا.

وحدثني عسل بن ذكوان النحوي، قال: حدّثنا العباس بن ميمون قال: حدثنا بن عائشة، قال: حدثنا حمّاد بن زيد قال: حدّثنا محمد بن الزبير الحنظلي. قال عَسَل: وحدثنيه أبو حرب محمد بن خالد المهلّبي قال: حدثنا محمد بن عبّاد المهلبي عن أبيه عن محمد بن الزبير وفي الحديثين اختلاف ألفاظ. ١٢٨ - عمرو بن يثربيّ الضبّي، فارس بني ضبّة يوم الجمل، وقد قيل إن اسمه عَمِيرة بن يثربي، وقيل: إن عميرة أخوه.

وحدثني ابن أبي خيثمة عن دعبل: أن أسمه عمرو بن يثربي وكان عثمان بن عفّان استقضاه على البصرة ثم خرج مع عائشة، وقتل يوم الجمل ثلاثة من قُرَّاء الكوفة المعدودين رحمهم الله من أصحاب عليّ رضوان الله عليه: عِلباء بن الهيثم المُرادي وهند بن عمرو الجملي من مُراد أيضاً وزيد بن صُوحان العبدي، وارتجز فقال:

إنْ ينكروني فأنا ابن يثربي

قاتلُ عِلباء وهند الجملي

ثم ابن صُوحانَ على دين علي

وقتله عمّار بن ياسر رضي الله عنه في ذلك اليوم. وكان عمرو بن يثربيّ قبل ذلك من العُبّاد المعروفين.

وحدثني أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة قال: حدثنا وهب بن جرير عن أبيه عن ابن عون عن أبي رجاء العُطارِدي.

قال: سمعت ابن يثربي يرتجز يوم الجمل:

نحن بنو ضبّة أصحاب الجملْ

والموتُ أحلى عندنا من العسلْ

ننعى ابن عفّان بأطراف الأَسلْ

رُدّوا علينا شيخَنا ثمَ بَجَلْ

ومن قوله:

أَلا قُل للزبير وصاحبيه ... وطلحةَ والذين هم النُّضَار

١٢٩ - عمرو بن أبي حمزة الهُذَلي، أخو بني قُريم.

قال:

بَلّغوا قومَنا الصواهلَ أنّا ... قد نبذنا بَحِلْيةَ الأَوزارا

حين لا نَنْظُر المطيَّ ولكن ... طارَ في حبلِ لاحقٍ ما طارا

١٣٠ - عمرو بن المستوغر بن زمعة، بن كعب بن سعد بن زيد مناة بن تميم.

يزعم بعض الرواة أنّه عُمِّرَ ثلاثمائة وخمسين سنة، وهذا باطل، والمشهور من أمره، أنه حضر أمر الجاهلية الجهلاء وبقي إلى آخر أيام معاوية بن أبي سفيان. قالوا: بينه وبين مضر عشرة أباء، وبين عمرو بن قميئة المعمرَّ وبين نزار عشرون أباً، وهذا فوقه في قُعْدُد النسب وطرافته وبُعده، وقد يكون مثل هذا. حدثني محمد بن أحمد قال: حدثنا مسعود بن بشر قال: حدثنا الأصمعي قال: حدّثنا أبو عمرو بن العلاء وعقبة بن رؤلة. وحدثني عبد الله بن مسلم بن قتيبة: أنَّ المستوغر مرَّ بعكاظ، وعلى ظهره ابنُ ابنه يحمله شيخاً هرماً، وأُعيِيَ من حمله فوضعه بالأرض وقال: عنّيتَني صغيراً وكبيراً، فقال له رجلٌ: يا عبد الله اتقول هذا لأبيك؟ قال: أنا جدُّه. قال: ما رأيت شيخاً أكذبَ منك، مازدتَ لو كنتَ المستوغر بن زمعة، قال: فأنّا المستوغر.

وذكرمحمد بن الهيثم بن عَدِي عن أبيه: أنَّه سُمّي المستوغر بقوله في شعره:

ينشُّ الماءُ في الرَّبلاتِ منها ... نشيشَ الرَضْف في اللَّبنِ الوغيرِ

١٣١ - عمرو بن حبيب الثقفي، أبو مِحْجَن، فارس شاعر له صحبة، وكان مستهتراً بالشراب، كثير القول فيه، فحدّه عمربن الخطاب رضي الله عنه مرَّات، ثم أخرجه الى العراق فشرب به فضربه سعد بن أبي وقاص وسجنه في قصر العُذيب، وكان سعد مريضاً في القصر، فأقام المسلمون في حرب القادسية أياماً ووجهت الأعاجم قوماً إلى القصر ليأخذوا مَن فيه، فاحتال أبو محجن حتى ركب فرس سعدٍ عن غير علمه وخرج فأوقعَ بهم ورآه سعد، فلما انصرف بالظفر خلّى سبيله وقال: لا أضربك بعدها في الشراب.

فقال: فإنّي لا أذوقها أبداً.

أخبرني أبو حنيفة إسماعيل بن عبد الله قال: دخل ابن أبي محجن على معاوية، فقال له: أبوك الذي يقول:

إذا مت فادْفِنّيّ إلى أَصل كَرْمةٍ ... يُروِّي عظامي بعد موتي عروقُها

ولا تَدْفِنَنّي بالفلاة فإنّني ... أخافُ إذا ما مُتُّ ألاَّ أذوقَها

فقال: يا أمير المؤمنين بل هو الذي يقول:

لا تسأَلي الناسَ عن مالي وكثرتِه ... وسائلي القومَ عن جودي وعن خُلُقي

نُعطي السنانَ غداةَ الروعِ حصّتَه ... وعاملُ الرمحِ أرويه من العَلَقِ

<<  <   >  >>