١٩٢ - عمرو بن مرثد أبو الغراف السُّلمي، شاعر معروف يرد على ربيعة الرقي قوله الذي يمدح به يزيد بن حاتم بن قبيصة بن الهلب ويهجو يزيد بن أسيد السلمي:
لشتانَ ما بين اليزيدينِ في العُلى ... يزيد سُليم والأَغرابن حاتمِ
يزيدُ سُليم سالمُ المالِ والفتى ... أخو الأَزدِ للأَموالِ غيرُ مسالمِ
فَهَمُّ الفتى الأزْدي تفريقُ ماله ... وهمُّ الفتى القيسي جَمْعُ الدراهمِ
وهمُّ الفتى القيسي دفُّ ولعبةٌ وهمُّ الفتى الأَزدي ضربُ الجماجمِ
فلا يحسب التمتامُ أني هجوتُه ... ولكنّنى فضلتُ أهلَ المكارمِ
فهجا أبو الغراف اليمن وربيعة، وقال أبو الشمقمق فى هذا المعنى يهجو يزيد بن حاتم ويزيد بن أسيد ويفضل عليها يزيد بن مزيد الشيباني:
لشتانَ ما بينَ اليزيدين في الندى ... إذا عُدَّ في الناسِ المكارمُ والمجدُ
يزيدُ بني شيبان أكرمُ منهما ... وإن غضبتْ قيسُ بن عيلانَ الأزدُ
فتىً لم تلدهُ من سُليم قبيلةٌ ... ولا لخمُ يُنميه ولم ينمهِ نهدُ
ولكن نَمتْهُ الغرُّز من آل وائلٍ ... ومرّة تنميه ومن بعدها هندُ
١٩٣ - عمرو بن بشير، بغدادي تميمي، حدثني أبو الحسين إسحق ابن إبراهيم قال: حدثني أبو محمد عبد الله بن أبي سعد قال: أنشدني عمرو بن بشير الشاعر، وكان صديق علي بن أبي طالب الشاعر الضرير أخي العباس ويحيى ابني أبي طالب صاحب الطعام المحدثين، وصديق أبي العتاهية، قال: أنشدني هذا الشعر قبل سنة عشرٍ ومائتين في أيام المأمون يقوله في أبي الحارث جُمَّين، ويصحف عليه ويتهكم بذلك، قال: وسألت ابن أبي سعد عن سنّهِ فقال مولدي سنة ثلاثٍ وتسعين ومائة، وولدت أنا والواثق في شهر:
ألا قُلْ لأبي الحا ... رثِ بُدِّلت بسحماءِ
بياضاً غير ما زين ... فلا تخضب بحناءِ
ولكن وسمة صفرا ... ء أو خطر بلا طاءِ
سلامٌ ناقصُ المي ... مِ على وجهكِ بالحاءِ
خروفٌ لك في البي ... ت فَكُلْ منه بلا فاءِ
وخردلةٌ بلا دَالٍ ... ولا لامٍ ولا هاءِ
وخرنوبٌ بلا نوبٍ ... محشّ كرش الشاءِ
وخبزٌ ناقصُ الباءِ ... وبدل زَاهُ بالراءِ
وخمرٌ ناقصُ الميمِ تَحَسَّاهُ بلا ماءِ
جزاكَ الله يا جُمَّي ... ن خيراً ناقصَ الياء
فما أنتَ بلوطيٍ ... وما أنتَ بزنّاءِ
ولكنك ما لامٌ ... وقاقٌ بعدها ياء
وهذه الأبيات مشهورة لأبي زهير رزين العروضي في أبي الحارث جمين، وابن أبي سعد مؤتمن على ما يقول، وكان يروي عن كل ضعيف ومجهول وكذّاب، لا يميز ذلك مع تصحيحه السماع عن كل من يقلده محادثته.
١٩٤ - عمرو بن خلف الباهلي الضرير أبو الحسين، كوفي توفي في أيام المعتمد، أنشدني أبو جعفر محمد بن الأزهر، قال: أنشدني أبو الحسين عمرو بن خلف لنفسه في قتل الحسين بن إسماعيل المصعبي أبا الحسين يحيى بن عمر الخارج بالكوفة:
بكّي ابن النبي فقد ... جرحَ الفؤاد فُليس يندملُ
وأبكي لفقدِ أبي الحسين فقد ... قُتِل الكميُّ الفارسُ البطلُ
ولئن قُتلتَ فلم تكن ضرعاً ... غمراً بل أنتَ السيدُ البطلُ
قُل للحسين قتلت خيرَ فتىً ... ثاوٍ وخيرَ الناسِ إن رحلوا
أفترتجي من حوضِهم بللاً ... لا والذي حجتْ له الإبلُ
١٩٥ - عمرو بن حيّان الضرير ينتمي إلى ولاء قريش، كان في عصر هذا أو قبيله، أنشدني أابو الفضل أحمد ابن أبي طاهر قال: أنشدني عمرو بن حيّان لنفسه:
كأَّن الحجيجَ العامَ لم يقربوا منىً ... ولم يحملوا منها سواكاً ولا نعلاً
أتونا فما جاءوا بعودِ أراكةٍ ... ولا وضعوا في كفِ طفلٍ لنا مقلاً
- ربيعة