هل بالديارِ أنْ تُجيبَ صَمَمْ ... لو كان حيُّ بها لتَكلَّمْ
الدارُ وحشٌ والرسومُ كما ... رقَّشَ في ظهرِ الأَديمِ قَلَمْ
ليس على طُولِ الحياةِ نَدَمْ ... ومن وراء المرء ما يَعْلمْ
٣٧ - عمرو بن حرملة، المرقّش الأصغر حدثني أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة، قال أخبرنا غيث بن عبد الكريم الباهلي، قال: المرقش الأصغر: عمرو بن حرملة بن سعد بن مالك. وذكر الدينوري أن اسمه ربيعة بن سفيان بن سعد بن مالك، وأن المرقش الأكبر عمّه أخو أبيه، وهو الذي يقول:
أَمِنْ حُلُمٍ أصبحتَ تَنكُتُ واجماً ... وقد تعتري الأَحلامُ مَنْ كانَ نائما
فمنْ يَلْقَ خيراً يَحمد الناسُ أمرَه ... ومَن يغوِ لا يَعْدَمْ على الغيِّ لائما
ومن قوله:
فمَنْ مُبلِغُ الأقوامَ أنَّ مرقّشاً ... أَضحى على الأقوامِ عِبئاً مثُقْلا
وكانت صاحبة الأول أسماء، وصاحبة الثاني فاطمة ابنة عجلان.
٣٨ - عمرو بن العبد بن سفيان بن سعد بن مالك بن ضُبيعة بن قيس بن ثعلبة، وهو طَرَفة، قال أبو عبيدة: كان أُطردَ بسبب هجائه آل المنذر اللخميين، فلحق بالحبشة، وسُمّي بها طرفة بقوله في قصيدته:
لا تعجلا بالبكاء اليومَ مُطّرفاً ... ولا أميريكما بالدار إذ وَقَفا
وأنشدني أحمد بن أبي خيثمة عن عبد الله بن أبي كريم عن أبي عمرو الشيباني لطرفة:
فوَجدي بسلمى فوقَ وجدِ مرقّش ... بأسماءَ إذ لا تستفيقُ عواذِلُةُ
لَعَمْرِي لَمَوتُ لا عقُوبةَ بعدَهُ ... لذي البَثِّ أشفى من هَوىً لا يُزايلُهُ
حدثني ابن أبي خيثمة عن الأثرم عن أبي عبيدة: أن لبيد بن ربيعة قال - وقد سُئِل عن الشعراء -: أشعر الناس الملك الضِلّيل، يريد امرأ القيس، ثم الغلام القتيل ابن العشرين، يريد طَرَفة، ثم صاحب المِحْجَن، يعني نفسه. وقال غير أبي بكر إنه قال: ثم الشيخ أبو عقيل، يعني نفسه.
قال أبو عبيدة: ورفع لبيد رحمه الله نفسه فوق مقداره في الشعر.
٣٩ - عمرو بن قَطَن يلقب جِهنّام، وهو ابن قطن بن المنذر بن عِبدان بن حُذافة بن حبيب بن ثعلبة، وهو مهاجي أعشى بني قيس بن ثعلبة، الذي يقول فيه الأعشى:
دَعَوْتُ خَليلي مِسْحَلاً ودَعَوْا له ... جِهنّامَ، جَدْعاً للهجينِ المذمَّمِ
ومسحل: شيطان الأعشى فيما زعموا.
ومن قول جهنّام:
أمُجّاعُ تَزْعمٌ لو أنني ... لقيتُ ابن حوّاءَ ما ضرَّني
بلى إنْ يدٌ قبضتْ خمسَها ... عليك مكاناً من الأَمكنِ
٤٠ - عمرو بن مرثد بن سعد بن مالك بن ضبيعة هو المشهور بكرم الأولاد السادة الفرسان.
وفيه يقول طرفة بن العبد:
فلو شاءَ ربي كنتُ قيسَ بنَ خالدٍ ... ولو شاءَ ربي كنتُ عمرو بنَ مَرْثَدِ
فأصبحتُ ذا مالٍ كثيرٍ وزارني ... بَنونَ كرامٌ سادةٌ لمُسوَّدِ
ومن قول عمرو، ويروى لجدّه سعد بن مالك:
يا بؤسَ للحرب التي ... وضعتْ أَراهِطَ فاستراحوا
والحربُ لا يبقى لجا ... مِحِها التخيّلُ والمِراحُ
إلاّ الفتى الصبّار في النَجدَاتِ والفرسُ الوَقاح
ومن قوله:
لعَمرُ أبيك ما مالي بنخل ... ولا طَهْفٍ يطير به الغبارُ
قال الطائي: الطَهفُ: طعام يشبه الذُرَة.
حدثني ابن مهرويه قال: حدثني سهل بن محمد أو غيره قال: قلت لأبي عبيدة: ما الطهف؟ قال: لا أدري فقلت لكيسان أبي سليمان، فقال: هو التِبْنُ فقلت ذلك لأبي عبيدة، فقل: خذ عنه.
٤١ - عمرو بن عبد الله، ذو الكف الأشل بن حُنيف بن ثعلبة بن سعد بن ضُبيعة بن قيس بن ثعلبة، يكنّى أبا جلاّن، فارس شاعر، يقول في فرسه: أَمِنْ دَعَةٍ شهرين عَضَّ رياطَه ونازعَ أطرافَ الجِلالِ المُزَرَّرِ
فأبْشِر برَبٍ لا تُعرَّى جيادُهُ ... وحَرْبٍ تلظّى كالحريقِ المُسَعَّر
ومن قوله:
رَددنا لقاحَ المرءِ جلاَّنَ بعدما ... أهَلَّ ورَجَّى الغُنْمَ منها السميدعُ
٤٢ - عمرو بن حُباشة بن قِرْواس بن رِزاح بن حبيب بن ثعلبة بن سعد بن قيس بن ثعلبة.
الذي يقول: