للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

الرواة جميعاً يروونهما له، والمفضل يذكر إنهما لعمرو بن عَدِي بن أخت جَذيمة الوضّاح، وأنَّ الحنَّ استهوته، ثم أفلت منها فطلب الريف، ووقع إلى مالك وعقيل نديمي جَذيمة فأسعفاه، ثم شربا ولم يسقياه، فقال البيتين فنسباه فلما انتسب ألبساه حلَّةً كريمة وقلَّما أظفاره وأخذا شَعر وحملاه إلى خاله، فلما رآه حكَّمهما، فاحتكما منادمته، فضربت بهما وبه العرب المثل.

وفيها وعيدٌ من عمرو بن كلثوم لعمرو بن هند، منه قوله:

تَهدَّدَننا وأوْعِدْنا رويداً ... متى كنّا لأمكَ مَقْتوَينا

قلت للدينوري: ما واحدُه؟ قال: مَقتاء مثل مغزاء وجمعه مقتوين.

حدثنا أبو بكر أحمد بن أبي خيثمة عن الأثرم عن أبي عبيدة بخبر مقتل عمرو بن هند وكان يُسمّى مضرِّطُ الحجارة لشدة عقوبته، وليس هذا الكتاب موضع ذكره.

وجملته أنْه سيد العرب وأمُّهُ سيّدة نسائها، وأنّه لا هضيمة على عربيّ في أن تخدم أمُّه أمَّه، فقيل له: إن عمرو بن كلثوم لا يُقرُّ ذلك، فأمر بإحضاره وإحضار أمّهِ، وهي ليلى بنت كُليب وائل، وخرج مُتَبدِّياً، وجعل أمَّ عمرو مع أمِّه، وأقعد عمراً معه، وأمر أمَّه باستخدامها، فقالت لها: يا هند ناوليني كذا، فقالت: لتَقُمْ صاحبة الحاجة إلى حاجتها، فأعادت الجواب، فقالت: لتفعلنّ ما أمرتُك به. فقالت: واذُلاّه يا آل تغلب، قال: فسمع عمرو بن كلثوم الكلام، وسيفُ الملك معلّق على قائمة الفسطاط، فوثب فاستلَّهُ ثم ضرب به عنق عمرو بن هند، وخرج إلى باب الفسطاط فنادى في تغلب، فنهبوا العسكر، وتخلّص أمّه وقومه، رحل بهم، فما زال عزيزاً منيعاً، بعدُ، لا يُطمع فيه إلى أن قتل نفسه بشرب الخمر صرفاً لما أسنَّ وتضعَّفه بنوه وبنو أخيه، وفي ذلك يقول جابر بن حُنَيّ التغلبي:

لعَمرُكَ ما عمرو بن هند وقد دعا ... لتخدمَ ليلى أمَّه بمُوفَّقِ

فقام ابن كلثومٍ إلى السيف مُغْضَباً ... فأمسكَ من نَدْمانِه بالمُخْنَّقِ

٥٣ - عمرو بن ناشرة بن المُسْتَعر بن ماويَة بن عمرو بن شيبان بن ذُهل بن ثعلبة بن عكابة بن صعب بن علي بن بكر بن وائل.

شاعر قديم هو الذي أزال رئاسة يَشكُر بن بكر عن ربيعة وقتل فرخ النسر الذي كان ليشكر اللخمي، فانتقلت الرئاسة إلى ولد ثعلبة بن عكابة، وهو الحِصْن، وقال في ذلك:

نحن هدمنا عزَّ يَشْكُرَ بعدما ... مَضت حِقبة تحمي الرياضَ وتغشمُ

ونحن وطئنا هامةَ الفرخِ إذْ عَسا ... على حين لا يُغشى ولا يتظلمُ

ونحن سلبنا البكر جمعاً مكوَّساً ... فأصبح فينا لحمُهُ يُتقسَّمُ

٥٤ - عمرو بن حُنَيّ التغلبي فارس مذكور، أنشدني أبو بكر عن أبي خيثمة قال أنشدنا علي بن المغيرة الأثرم عن أبي عبيدة، له:

وكنّا إذا الجَبّارُ صَعَّر خدَّه ... أقمنا له من مَيلهِ فتقوّما

قال يريد: فتقوّم أنت، وهذا البيت يُروى في قصيدة المتلمّس التي أولها:

يُعيّرني أُمّيِ رجالٌ ولن ترى ... أخا كرمٍ إلاّ بأنْ يتكرَّما

ويقول فيها:

وكنّا إذا الجبّار صعّر خدّه ... أقمنا له من ميلهِ فتقوّما

ومن قصيدة عمرو بن حُنيّ:

أَنِفْتُ لهم من عَقْلِ عمرو بن مرثدٍ ... إذا وَرَدْوا ماءً ورُمْح ابنِ هَرْثَمِ

٥٥ - عمرو بن عِكَبّ العجليّ يقول:

هل بالديار أبا الهلّوات من صَمَمِ ... أم هل عليكَ بأتْي الدار من لَمَمِ

٥٦ - عمرو بن عبد الله بن معاوية بن عبد سعد بن جُشَم العِجلي، القائل: إذا أُخمِدَ النيرانُ من حَذَرِ القرَى رأيتَ سنا ناري يُشَبُّ اضْطِرامُها ٥٧ - عمرو بن الحارث بن عبد الله بن قيس بن حارثة العِجلي، أبو هَوْبر، وهو أبو هانئ.

من قوله:

وأبدلتَه من العجيبة إذ شتا ... رغائبَ هَزْلَى ما ينام جَزوعُها

٥٨ - عمرو بن قيس كِبْد الحَصاة، من ضُبيعة بن عجل بن لُجيم، وهو الذي يقول:

صبوتَ، وبعضُ الجهل ما يُتذكَّرُ ... وصبرُكَ عن ليلى أعفُّ وأسترُ

ونُبِئتُ أنَّ الحيَّ كلباً وطيّئاً ... وغسانَ أنصارُعليها السَنوَّرُ

<<  <   >  >>