ثمَّ ينظر بعد ذَلِك فِي جَمِيع مَا أوجبه الله تَعَالَى عَلَيْهِ فَلَا يكَاد يسلم من تفريطه فِي وَاجِب أَو وَاجِبَات فَإِن ظهر تفريطه فِيهَا لم يَأْمَن من أَن يكون تفريطه سَببا لإحباط عمله وحسناته وَفِي التَّنْزِيل {لَا تَرفعُوا أَصْوَاتكُم فَوق صَوت النَّبِي وَلَا تَجْهَرُوا لَهُ بالْقَوْل كجهر بَعْضكُم لبَعض أَن تحبط أَعمالكُم وَأَنْتُم لَا تشعرون}
وَقد جَاءَ فِي الحَدِيث (إِن من ضيع صَلَاة الْعَصْر حَبط عمله) وَإِن أَتَى بهَا على وَجههَا لم يَأْمَن الرِّيَاء المحبط لَهَا وَإِن أخلصها لم يَأْمَن التصنع بهَا فَإِن لم يتصنع بهَا لم يَأْمَن الْإِعْجَاب بهَا والإدلال بهَا على ربه والتكبر بهَا على عباد الله تَعَالَى فَإِن سلم لَهُ ذَلِك لم يَأْمَن من إحباطه بِبَعْض ذنُوبه وَفِي إحباط الْعَمَل بالعجب نظر