ويليه من يرائي بالتطوع والتورع وَغير ذَلِك من طلب الْعلم والتخشع ومجالسة الصَّالِحين وإتيان مجَالِس المذكرين والواعظين ليصل بذلك إِلَى مَعْصِيّة من معاصي الله تَعَالَى كإتيان الغلمان والنسوان وَأَن يُولى أَمَانَة أَو مَعْصِيّة أَو قَضَاء أَو شَهَادَة فيخون فِي ذَلِك كُله
ويليه من يصر على الْمعْصِيَة ويخشى أَن تشاع عَنهُ فَيظْهر من النَّوَافِل والتطوعات والخضوع والخشوع والبكاء مَا يُوجب تَكْذِيب من يخبر عَنهُ بالمعصية الَّتِي هُوَ مصر عَلَيْهَا فقد جعل الله تَعَالَى وقاية لعرضه
ويليه من يَأْتِي بِكَثِير من الطَّاعَات لينال بِهِ شَيْئا من الْمُبَاحَات مثل أَن يتصنع لقوم يرغب فِي النِّكَاح إِلَيْهِم فَيكون كمهاجر أم قيس
ويليه من يطلع مِنْهُ على نقيصه فَيظْهر من الطَّاعَة مَا يجبرها ويمحوها من قُلُوب النَّاس كمن يمشي منبسطا فِي مَشْيه فَإِذا اطلع على من يتنقصه مَشى بِالسَّكِينَةِ وَالْوَقار ونكس رَأسه وأسبل يَدَيْهِ وأرخى عَيْنَيْهِ وَكَذَلِكَ الضاحك المنبسط فِي حَدِيثه يطلع عَلَيْهِ فيخشى أَن ينْسب إِلَى قلَّة الْأَدَب وَترك التخلق بآداب الصَّالِحين والاستكانة لرب الْعَالمين فَيتْرك ذَلِك وَيظْهر النَّدَم عَلَيْهِ وَالِاسْتِغْفَار مِنْهُ خوفًا من تغير اعْتِقَاد النَّاس فِيهِ