للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وفى الحَدِيث دَلِيل على أَن الْكَافِر فى النَّار وَإِن كَانَ أَبَا أحد من الرُّسُل وَقد تعصب قوم أَوَّلهمْ السيوطى فى أَن أبوى النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فى الْجنَّة وَاسْتدلَّ لذَلِك بأخبار لَا تصح وَلَا تثبت وَتوقف قوم فى ذَلِك وَلَيْسَ الْخَوْض عندى فى هَذَا الْبَاب من شَأْن أهل الْعلم

وَقد ينجر هَذَا الْبَحْث إِلَى إساءة الْأَدَب فى حق من لَا يجوز الْإِسَاءَة فِيهِ وَالله أعلم بِحَال أَبَوَيْهِ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَمَا لَهما يَوْم الْقِيَامَة وَلَا يلْحق عَار وَلَا شنار لَهُ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم بكونهما فى النَّار كَمَا لَا يلْحق لإِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام من كَون أَبِيه فِيهَا نعم لَو جَاءَ رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فى ذَلِك شىء وَصَحَّ لوَجَبَ الْمصير إِلَيْهِ وَلَا يعبأ بأقوال الرِّجَال وأباطيل الْأَخْبَار ومواضيع الْآثَار فى أَمْثَال هَذِه الأبحاث فَلَا يغتر الْمُسلم بقول زيد وَعَمْرو بل عَلَيْهِ أَن يكون على بَصِيرَة من دينه وعَلى بَلل من إيمَانه وعَلى سَلامَة من إِسْلَامه وَلَا يَخُوض مَعَ الخائضين فان الْجَهْل لمقاصد الشَّرْع وَضعف الْعُقُول وفقدان الْفَهم قد غلب على النَّاس أَوَّلهمْ إِلَى آخِرهم إِلَّا من عصمه الله تَعَالَى وفقهه فى الدّين وَقَلِيل مَا هم وَقَلِيل من عباده الشكُور

وَعَن أَبى الدَّرْدَاء عَن النبى صلى الله عَلَيْهِ وَسلم قَالَ إِن الله عز وَجل يَقُول يَوْم الْقِيَامَة لآدَم عَلَيْهِ السَّلَام قُم فَجهز من ذريتك تِسْعمائَة وَتِسْعَة وَتِسْعين إِلَى النَّار وَوَاحِد إِلَى الْجنَّة فَبكى أَصْحَابه وَبكوا ثمَّ قَالَ لَهُم رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم ارْفَعُوا رؤوسكم فوالذى نفسى بِيَدِهِ مَا أمتى فى الامم إِلَّا كالشعرة الْبَيْضَاء فى الثور الْأسود فَخفف ذَلِك عَنْهُم رَوَاهُ أَحْمد والطبرانى قَالَ فى

<<  <   >  >>