{كافرون} وَهَذِه المناداة لم تكن لقصد الْأَخْبَار لَهُم بِمَا نادوهم بِهِ بل لقصد تبكيتهم وإيقاع الْحَسْرَة فى قُلُوبهم عَن ابْن عمر أَن النَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم لما وقف على قليب بدر تَلا هَذِه الْآيَة أخرجه ابْن أَبى شيبَة وَأَبُو الشَّيْخ وَابْن مرْدَوَيْه
قَالَ ابْن عَبَّاس يُنَادى الرجل أَخَاهُ فَيَقُول يَا أخى أغثنى فانى قد احترقت فأفض على من المَاء فَيُقَال أجبه فَيَقُول {إِن الله حرمهما على الْكَافرين} وَمعنى ننساهم نتركهم فى النَّار وَقَالَ مُجَاهِد نؤخرهم جياعا عطاشا وَقيل نَفْعل بهم فعل الناسى بالمنسى من عدم الاعتناء بهم وتركهم فى النَّار تركا كليا قَالَ ابْن عَبَّاس نسيهم من الْخَيْر وَلم ينسهم من الشَّرّ وسمى جَزَاء نسيانهم بِالنِّسْيَانِ مجَازًا لِأَن الله لَا ينسى شَيْئا
وَقَالَ تَعَالَى وَلَو ترى إِذْ يتوفى الَّذين كفرُوا الْمَلَائِكَة يضْربُونَ وُجُوههم وأدبارهم ذوقوا عَذَاب الْحَرِيق أى جِهَة الْأَمَام وجهة الْخلف يعْنى أستاههم كنى عَنْهَا بالأدبار وَقيل ظُهُورهمْ بمقامع من حَدِيد وَهَذَا نَص فى أَن مَلَائِكَة الْمَوْت عِنْد قبضهَا لروح الْكَافِر تضربه بِمَا ذكر وَتقول لَهُ مَا ذكر وَإِن كُنَّا محجوبين عَن رُؤْيَة ذَلِك وسماعه وَاخْتلفُوا فى وَقت هَذَا الضَّرْب فَقيل يكون عِنْد الْمَوْت تضربهم بسياط من نَار وَقيل هُوَ يَوْم الْقِيَامَة حِين يَسِيرُونَ بهم إِلَى النَّار
وَقَالَ ابْن جريج يُرِيد مَا أقبل من أَجْسَادهم وَأدبر