للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عَن ابْن عَمْرو قَالَ تلى رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم هَذِه الْآيَة فَقَالَ لَو أَن رصاصة مثل هَذِه وَأَشَارَ إِلَى جمجمة أرْسلت من السَّمَاء إِلَى الأَرْض وهى مسيرَة خَمْسمِائَة سنة لبلغت الأَرْض قبل اللَّيْل وَلَو أَنَّهَا ارسلت من رَأس السلسلة لَسَارَتْ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا اللَّيْل وَالنَّهَار قبل أَن يبلغ أَصْلهَا أَو قَالَ قعرها أخرجه أَحْمد والترمذى وَحسنه وَالْحَاكِم وَصَححهُ وَابْن مرْدَوَيْه والبيهقى فى الْبَعْث والنشور

وَقَالَ تَعَالَى {وَيَوْم يحْشر أَعدَاء الله إِلَى النَّار فهم يُوزعُونَ} أى يحبس أَوَّلهمْ على آخِرهم ليتلاحقوا ويجتمعوا حَتَّى إِذا مَا جاءوها شهد عَلَيْهِم سمعهم وأبصارهم وجلودهم بِمَا كَانُوا يعْملُونَ فى الدُّنْيَا من المعاصى وفى كَيْفيَّة هَذِه الشَّهَادَة ثَلَاثَة أَقْوَال

أَولهَا إِن الله يخلق للفهم وَالْقُدْرَة والنطق فِيهَا فَتشهد كَمَا يشْهد الرجل على مَا يعرفهُ

ثَانِيهَا أَنه تَعَالَى يخلق فِي تِلْكَ الْأَعْضَاء الْأَصْوَات والحروف الدَّالَّة على تِلْكَ الْمعَانى

ثَالِثهَا أَن يظْهر فى تِلْكَ الْأَعْضَاء أَحْوَال تدل على صُدُور تِلْكَ الْأَعْمَال من ذَلِك الْإِنْسَان وَتلك الأمارات تسمى شَهَادَات {وَقَالُوا لجلودهم لم شهدتم علينا قَالُوا أنطقنا الله الَّذِي أنطق كل شَيْء وَهُوَ خَلقكُم أول مرّة وَإِلَيْهِ ترجعون وَمَا كُنْتُم تستترون أَن يشْهد عَلَيْكُم سمعكم وَلَا أبصاركم وَلَا جلودكم وَلَكِن ظننتم أَن الله لَا يعلم كثيرا مِمَّا تَعْمَلُونَ وذلكم ظنكم الَّذِي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين فَإِن يصبروا فَالنَّار مثوى لَهُم وَإِن يستعتبوا فَمَا هم من المعتبين} أى إِن يطلبوا الرِّضَا لم يَقع الرِّضَا عَنْهُم بل لَا بُد لَهُم النَّار وَتَمام الْكَلَام على هَذِه الْآيَة فى تفسيرنا فتح الْبَيَان

<<  <   >  >>