أوصالهم قَالَ قَتَادَة يطوفون أى يَتَرَدَّدُونَ ويسعون مرّة فى الْحَمِيم وَمرَّة فى الْحَمِيم وَمرَّة بَين الْجَحِيم
وَقَالَ تَعَالَى وَأَصْحَاب الشمَال فى سموم مَا أَصْحَاب الشمَال وحميم وظل من يحموم وَلَا بَارِد وَلَا كريم إِنَّهُم كَانُوا قبل ذَلِك مترفين السمُوم حر النَّار وَتقدم تَفْسِير الْحَمِيم مرَارًا واليحموم الشَّديد السوَاد وَالْمعْنَى أَنهم يفزعون إِلَى الظل فيجدونه ظلا من دُخان جَهَنَّم شَدِيد السوَاد قَالَ الضَّحَّاك النَّار سَوْدَاء وَأَهْلهَا سود كل مَا فِيهَا أسود قَالَ ابْن عَبَّاس يحموم دُخان أسود وفى لفظ دُخان جَهَنَّم وَقيل وَاد فى جَهَنَّم وَقيل اسْم من أسمائها وَالْأول أظهر
والنعتان لقَوْله ظلّ لَا ليحموم وَهَذَا الظل أشجى لحلوقهم وَأَشد لتحسرهم وفى الْأُمُور الثَّلَاثَة إِشَارَة إِلَى كَونهم فى الْعَذَاب دَائِما وفيهَا ذمّ الترفه لِأَنَّهُ مَنعهم من الانزجار وشغلهم عَن الِاعْتِبَار
وَقَالَ تَعَالَى {ثمَّ إِنَّكُم أَيهَا الضالون المكذبون لآكلون من شجر من زقوم فمالئون مِنْهَا الْبُطُون فشاربون عَلَيْهِ من الْحَمِيم فشاربون شرب الهيم هَذَا نزلهم يَوْم الدّين} وَتقدم تَفْسِير هَذِه الْآيَة والهيم الْإِبِل العطاش الَّتِى لَا تروى لداء يُصِيبهَا
وفى الصِّحَاح الهيام أَشد الْعَطش والنزل الرزق والغذاء وفى هَذَا تهكم بهم لِأَن النزل هُوَ مَا يعد للاضياف تكرمة لَهُم وَمثل هَذَا قَوْله تَعَالَى {فبشرهم بِعَذَاب أَلِيم} وَقَالَ تَعَالَى {وَأما إِن كَانَ من المكذبين الضَّالّين فَنزل من حميم وتصلية جحيم إِن هَذَا لَهو حق الْيَقِين} أى مَحْضَة وخالصة وَالْمعْنَى وَاضح
وَقَالَ تَعَالَى {لَا يَسْتَوِي أَصْحَاب النَّار وَأَصْحَاب الْجنَّة} أى فى الْفضل والرتبة {أَصْحَاب الْجنَّة هم الفائزون} أى الظافرون بِكُل مَطْلُوب الناجون من كل مَكْرُوه وَهَذَا تَنْبِيه للنَّاس وإيذان بِأَنَّهُم لفرط غفلتهم وَقلة فكرهم
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute