وَمن ظريف مَا يحْكى من حيل الْمُخْتَار أَنه كَانَ عِنْده كرسى قديم الْعَهْد فغشاه بالديباج وَقَالَ هَذَا الكرسى من ذخائر أَمِير الْمُؤمنِينَ على بن أَبى طَالب فضعوه فى حومة الْقِتَال وقاتلوا عَنهُ فَإِن مَحَله فِيكُم مَحل السكينَة فِي بني إِسْرَائِيل وَيُقَال إِنَّه كَانَ اشْتَرَاهُ من نجار بِدِرْهَمَيْنِ
وَلما وَجه الْمُخْتَار إِبْرَاهِيم الأشتر إِلَى حَرْب عبيد الله بن زِيَاد خرج يشيعه مَاشِيا فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيم اركب يَا أَبَا إِسْحَاق فَقَالَ لَهُ إنى أحب أَن تغبر قدماى فى نصْرَة آل مُحَمَّد صلى الله عَلَيْهِ وَسلم فشيعه فرسخين وَدفع إِلَى قوم من خاصته حمائم بيضًا ضخاما وَقَالَ لَهُم إِن رَأَيْتُمْ الْأَمر علينا فأرسلوها فى المعركة وَقَالَ للنَّاس إنى أجد فى مُحكم الْكتاب وفى الْيَقِين وَالصَّوَاب أَن الله مُمِدكُمْ بملائكة غضاب تأتى فى صور الْحمام دون السَّحَاب فَلَمَّا الْتَقت الفئتان وكادت الدبرة تكون على عَسْكَر ابْن الأشتر أرْسلت الحمائم الْبيض فتصايح النَّاس الْمَلَائِكَة الْمَلَائِكَة فتراجعوا فاسرع الْقَتْل فى أَصْحَاب عبيد الله ثمَّ انكشفوا وَوَضَعُوا السيوف فيهم حَتَّى أفنوهم فَقَالَ ابْن الأشتر لقد ضربت رجلا على شاطىء النَّهر وَرجع إِلَى سيفى تنفح مِنْهُ رَائِحَة الْمسك وَرَأَيْت لَهُ إقداما وجرأة فصرعته فشرقت يَدَاهُ وغربت رِجْلَاهُ فانظروا من هُوَ فنظروا فَإِذا هُوَ عبيد الله بن زِيَاد
١٣٤ - (زكن إِيَاس) هُوَ أَبُو وَاثِلَة إِيَاس بن مُعَاوِيَة وَكَانَ قَاضِيا فائقا زكنا يضْرب بزكنه الْمثل وَلما أَرَادَ ابو تَمام أَن يتَمَثَّل بِهِ فى شعر لَهُ وَلم يستوله الْوَزْن أَن يذكر زكنه فى الْبَيْت أَقَامَ الذكاء مقَام الزكن فَقَالَ
(إقدام عَمْرو فى سماحة حَاتِم ... فى حلم أحنف فى ذكاء إِيَاس)
ولأبى الْحسن المدائنى كتاب مَقْصُور على زكن إِيَاس وإبراز نوادره