للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وَزعم جَار الله الزَّمَخْشَرِيّ فِي كشافه عِنْدَمَا تكلم على قَوْله {لقد أرسلنَا نوحًا} فِي تَفْسِير سُورَة الْأَعْرَاف أَن قد الْوَاقِعَة مَعَ لَام الْقسم تكون بِمَعْنى التوقع وَهُوَ الِانْتِظَار لِأَن السَّامع يتَوَقَّع الْخَبَر وينتظره عِنْد سَماع الْمقسم بِهِ هَذَا معنى كَلَام الزَّمَخْشَرِيّ وَلَفظه فَإِن قلت فَمَا بالهم لَا يكادون ينطقون بِهَذِهِ اللَّام إِلَّا مَعَ قد وَقل عَنْهُم نَحْو قَوْله حَلَفت بِاللَّه الْبَيْت قلت الْجُمْلَة القسمية لَا تساق إِلَّا توكيدا للجملة الْمقسم عَلَيْهَا الَّتِي هِيَ جوابها فَكَانَت فطنة لِمَعْنى التوقع الَّذِي هُوَ معنى قد عِنْد اسْتِمَاع الْمُخَاطب كلمة الْقسم انْتهى وَلَا يُنَافِي ذَلِك كَونهَا للتقريب قَالَ فِي التسهيل وَتدْخل على فعل مَاض متوقع لَا يشبه الْحَرْف لتقريبه من الْحَال انْتهى وَاحْترز بقوله لَا يشبه الْحَرْف من الْفِعْل الجامد نَحْو نعم وَبئسَ وَافْعل التَّعَجُّب فَلَا تدخل عَلَيْهَا قد لِأَنَّهَا سلبت الدّلَالَة على الْمُضِيّ

الْوَجْه السَّادِس من أوجه قد التقليل بِالْقَافِ وَهُوَ ضَرْبَان الأول تقليل وُقُوع الْفِعْل نَحْو قَوْلهم فِي الْمثل قد يصدق الكذوب وَقد يجود الْبَخِيل فوقوع الصدْق من الكذوب والجود من الْبَخِيل قَلِيل

<<  <   >  >>