فَتَقول فِي م مُبْتَدأ حذف خَبره لِأَنَّهُ بعض أَيمن وَفِي ق من نَحْو قَوْلك ق نَفسك فعل أَمر لِأَنَّهُ من الْوِقَايَة
فَإِن كَانَ مَوْضُوعا على حرفين نطق بِهِ فَتَقول من اسْم اسْتِفْهَام وَمَا أشبه بذلك وَلَا يحسن أَن ينْطق عَن الْكَلِمَة بحروف هجائها وَلَا يُقَال الْمِيم وَالنُّون اسْم اسْتِفْهَام وَلذَلِك كَانَ قَوْلهم أل فِي أَدَاة التَّعْرِيف أَقيس من قَوْلهم الْألف وَاللَّام
وَيَنْبَغِي أَن يجْتَنب المعرب أَن يَقُول فِي حرف من كتاب الله تَعَالَى إِنَّه زَائِد تَعْظِيمًا لَهُ واحتراما لِأَنَّهُ يسْبق إِلَى الأذهان ان الزَّائِد هُوَ الَّذِي لَا معنى لَهُ أصلا وَكَلَامه سُبْحَانَهُ منزه عَن ذَلِك لِأَن مَا من حرف فِيهِ إِلَّا وَله معنى صَحِيح وَمن فهم خلاف ذَلِك فقد وهم
وَقد وَقع هَذَا الْوَهم بِفَتْح الْهَاء مصدر وهم بِكَسْرِهَا إِذا غلط الإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ خطيب الرّيّ قَالَ الكافيجي فَإِن قلت من ايْنَ علم المُصَنّف أَن هَذَا الْوَهم وَقع للْإِمَام فَخر الدّين الرَّازِيّ قلت من أَمريْن الأول أَنه نقل إِجْمَاع الأشاعرة على عدم وُقُوع المهمل فِي كَلَام الله تَعَالَى وَهُوَ عين الْإِجْمَاع على عدم وُقُوع الزَّائِد فِيهِ إِذْ الزَّائِد بِهَذَا الْمَعْنى هُوَ عين المهمل فَلَو لم يَقع لَهُ هَذَا الْوَهم لما احْتَاجَ إِلَى التَّعَرُّض لهَذَا الْإِجْمَاع
وَالثَّانِي أَنه حمل مَا فِي قَوْله تَعَالَى {فبمَا رَحْمَة} على أَنَّهَا