للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:
مسار الصفحة الحالية:

٣ - عَائِشَة رَضِي الله تَعَالَى عَنْهَا بلغَهَا أَن أُناساً يتناولون من أَبِيهَا فَأرْسلت إِلَى أُزفلة مِنْهُم فَلَمَّا حَضَرُوا قَالَت: أبي وَالله لَا تعطوه الْأَيْدِي ذَاك طود منيف وظلٌّ مديد. نجح إِذا أكديتم وَسبق إِذْ ونيتم سبق الْجواد إِذا استولى على الأمد فَتى قُرَيْش ناشئا وكهفها كهلا يفك عانيها ويريش مملقها ويرأب شعبها حَتَّى حليته قلوبها ثمَّ استشرى فِي دينه فَمَا بَرحت شَكِيمَته فِي ذَات الله حَتَّى اتخذ بفنائه مَسْجِدا يحيي فِيهِ مَا أمات المبطلون وَكَانَ وقيذ الجوانح غزير الدمعة شجى النشيج فانصفقت إِلَيْهِ نسوان مَكَّة وروى: فأصفقت وولدانها يسخرون مِنْهُ ويستهزئون. فَالله يستهزىء بهم ويمدهم فِي طغيانهم يعمهون. وأكبرت ذَلِك رجالات قُرَيْش فحنت لَهُ قسيها وامتثلوه وغرضا فَمَا فلوا لَهُ صفاة ولاقصموا لَهُ قناة وروى: ولاقصفوا حَتَّى ضرب الْحق بجرانه وَألقى بركه [٣٢٩] ورست أوتاده وَدخل النَّاس فِيهِ أَرْسَالًا. فَلَمَّا قبض الله نبيه ضرب الشَّيْطَان روقه وَمد طنبه وَنصب حبائله وأجلب بخيله وَرجله وظنت رجال أَن قد أكثبت نهزها ولات حِين الَّذِي يرجون وأنى والصدّيق بَين أظهرهم فَقَامَ حاسرا مشمرا قد جمع حاثيتيه وَضم قطريه فردّ نشر الْإِسْلَام على غره وَأقَام أوده بثقافه فابذعرَّ النِّفَاق بوطأته وانتاش الدّين بنعشه حَتَّى أراح الحقَّ على أَهله وَقرر الرُّءُوس على كواهلها وحقن الدِّمَاء فِي أهبها ثمَّ أَتَتْهُ منيته فسدّ ثلمته بنظيره فِي المرحمة وشقيقه فِي المعدلة. ذَاك ابْن الْخطاب لله أمٌّ حفلت لَهُ ودرَّت عَلَيْهِ لقد أوحدت بِهِ ففنخ الْكَفَرَة وديخها وشرَّد الشّرك شذر مذر وبعج الأَرْض وبخعها فقاءت أكلهَا ولفظت خبيثها ترأمه ويأباها وتريده ويصدف عَنْهَا ثمَّ وزع فِيهَا فَيْئهَا ثمَّ تَركهَا كَمَا صحبها. فأروني مَا ترتأون وَأي يومي أبي تَنْقِمُونَ أيوم إِقَامَته إِذْ عدل فِيكُم أم يَوْم ظعنه فقد نظر لكم أَقُول قولي هَذَا وَأَسْتَغْفِر الله لى وَلكم.

زفل الأزفلة والأجفلة والأزفلى والأزفلى: الْجَمَاعَة يُقَال: جَاءُوا أزفلة وأجفلة وبأزفلتهم وأجفلتهم. قَالَ الشماخ يصف إبِلا:

<<  <  ج: ص:  >  >>