وَمن قدر على قَول الشّعْر حكم لَهُ بِمَعْرِِفَة أَكثر الْإِعْرَاب وتجنب اللّحن وَكَيف يكون الْخَطَأ مستحسنا وَالصَّوَاب مستحسنا وَالْعرب تقرب المعربين وتنتقص اللاجنين وتبعدهم فعمر بن الْخطاب رَضِي الله عَنهُ مر بِقوم يرْمونَ نبْلًا فعاب عَلَيْهِم فَقَالُوا يَا أَمِير الْمُؤمنِينَ إِنَّا قوم متعلمين فَقَالَ لحنكم أَشد عَليّ من سوء رميكم سَمِعت رَسُول الله صلى الله عَلَيْهِ وَسلم يَقُول رحم الله امْرأ أصلح من لِسَانه وَقَالَ صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا نحل وَالِد وَلَده أفضل من أدب حسن وَقَالَ الْعَبَّاس للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم مَا الْجمال فِي الرجل يَا رَسُول الله قَالَ اللِّسَان وَقَالَ أَيْضا جمال الرجل فصاحة لِسَانه وَقَالَ أجمل الْجمال الفصاحة وَقَالَ تعلمُوا الْعَرَبيَّة فَإِن الله مخاطبكم بهَا يَوْم الْقِيَامَة وَكَانَ ابْن عمر يضْرب بنيه على اللّحن وَلَا يَضْرِبهُمْ على الْخَطَأ قَالَ العتبى عَن أَبِيه اسْتَأْذن رجل من جند الشَّام لَهُ فيهم قدر على عبد الْملك ابْن مَرْوَان وَهُوَ يلْعَب بالشطرنج فَقَالَ يَا غُلَام غطها هَذَا شيخ لَهُ جَلَاله ثمَّ أذن لَهُ فَلَمَّا كَلمه وجده يلحن فَقَالَ يَا غُلَام اكشفها فَلَيْسَ للاحن حُرْمَة وَقَالَ حَمَّاد بن سَلمَة مثل الَّذِي يطْلب الحَدِيث وَلَا يعرف النَّحْو مثل الْحمار عَلَيْهِ مخلاة لَا شعير فِيهَا وَلَقَد أصَاب بعض الْأَشْرَاف حَيْثُ يَقُول نعْمَة الْجَاهِل كروضة على مزبلة وَفِيمَا يرْوى أَن بَعضهم رأى شَابًّا لَا أدب لَهُ وَعَلِيهِ خَاتم ذهب فَقَالَ حمَار عَلَيْهِ لجام من ذهب وَقَالَ بَعضهم أيرضى أحدكُم إِذا تكلم أَن يكون مثل عَبده وَكَيف ترْضونَ أَن تكون أَلْسِنَتكُم معوجة وأحدكم لَا يرضى أَن يكون الْحذاء الَّذِي فِي رجله إِلَّا فِي نِهَايَة الاسْتقَامَة وَأي عُضْو أولى أَن يحرس من