وَإِذا نرى أَن الْكتب الَّتِي راعت فِي ترتيبها حُرُوف الهجاء أَي مُرَاعَاة فِي الْحَرْف الأول وَحده اَوْ فِي الحرفين الْأَوَّلين اَوْ فِي حروفها جَمِيعًا وعَلى تَرْتِيب الْفَاء بَاء أَو تَرْتِيب المخارج أَو تَرْتِيب الابجدية بِأَنَّهَا تسير على حُرُوف المعجم فأطلقت أول مرّة على سَبِيل الْإِشَارَة فِي عنوان الْكتاب إِلَى مادته مرتبَة على الْحُرُوف فقد نسب ابْن النديم لبزج بن مُحَمَّد الْعَرُوضِي كتاب مَعَاني الْعرُوض على حُرُوف المعجم وَنسب ياقوت لحبيش بن مُوسَى الضَّبِّيّ كتاب الأغاني على حرف المعجم وكلا الْكِتَابَيْنِ من كتب الْقرن الثَّالِث ويبدو أَن النَّاس اكتفوا بِكَلِمَة الْحُرُوف بِحَذْف كلمة المعجم للدلالة على حُرُوف المعجم هَذَا مَا نجده مثلا فِي كتاب صناعَة الْغناء وأخبار المغنين وَذكر الْأَصْوَات الَّتِي غنى فِيهَا على الْحُرُوف لقريض المغنى
مَتى أطلق لفظ المعجم
لَا تَسْتَطِيع الْجَزْم مَتى أطلق المعجم على هَذَا الِاسْتِعْمَال ذَلِك أَمر لَا يُسْتَطَاع لضياع كثير من كتبنَا وآثارنا وَأول مَا عرف كَانَ فِي الْقرن الثَّالِث على يَد رجال الحَدِيث الَّذين سبقوا اللغويين فِي اسْتِخْدَام المعجم وَأول كتاب أطلق عَلَيْهِ اسْم المعجم هُوَ مُعْجم الصَّحَابَة لأبي يعلى أَحْمد بن الْمثنى بن يحيى بن عِيسَى بن هِلَال التَّمِيمِي الْموصِلِي الْحَافِظ مُحدث الجزيرة ت ٢٠٧ هـ والمعجم