هَذَا عَامل من عوامل نمو اللُّغَة وظاهرة من ظواهر التقاء اللُّغَات وتأثير بَعْضهَا فِي بعض ويقصد بالمعرب الْأَلْفَاظ الَّتِي نقلت من اللُّغَات الْأَجْنَبِيَّة إِلَى اللُّغَة الْعَرَبيَّة سَوَاء وَقع فِيهَا تَغْيِير أم لم يَقع ويعرفه السُّيُوطِيّ بِأَنَّهُ مَا استعملته الْعَرَب من الْأَلْفَاظ الْمَوْضُوعَة لمعان فِي غير لغتها
وتتسرب الْكَلِمَات الْأَجْنَبِيَّة إِلَى اللُّغَة الْعَرَبيَّة عَن طرق أهمها طَرِيقَانِ
١ - الْمُعَامَلَات التجارية الحيوية بَين الشعوب الْعَرَبيَّة وَغَيرهَا وَكَذَلِكَ الِاخْتِلَاط والمعايشة مِمَّا يفتح الطَّرِيق لأساليب جَدِيدَة من اقتباس الْعَادَات والتقاليد وَمَا يستتبعه ذَلِك من شيوع أَلْفَاظ جَدِيدَة مستحدثة وأساليب لم تكن مَوْجُودَة قبل هَذَا الِاخْتِلَاط
٢ - مَا حدث فِي النهضة الثقافية الْعَرَبيَّة فِي صدر الدولة العباسية حِين نشط الاهتمام بترجمة الْعُلُوم والفنون الْأَجْنَبِيَّة إِلَى اللُّغَة الْعَرَبيَّة وَلَا سِيمَا مَا كَانَ فِي عصر الْخَلِيفَة الْمَأْمُون حِين عقدت