للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٥ - أن الغلو في نفي التشبيه تعطيل.

مما يجب أن يحذر في هذا الباب ما عليه أهل التعطيل من الفلاسفة والمتكلمين، الذين غلوا في نفي التشبيه, حتى اعتبروا أن إثبات الصفات لله تعالى وهي موجودة في الإنسان أن ذلك تشبيه, ولاشك أن هذا من أبطل الباطل, ومن الاعتداء والغلو الممقوت, وبناءً عليه عطلوا النصوص وأبطلوا دلالتها, وزعموا أن الله تعالى لا يوصف بالصفات على تفاوت منهم في ذلك.

مع أن الحق أن الواجب الشرعي في ذلك هو القصد والتوسط, فلا غلو في الإثبات يوصل إلى التمثيل والتشبيه, ولا غلو في التنزيه يوصل إلى التعطيل والتحريف, وإنما إثبات بلا تمثيل وتنزيه بلا تعطيل.

<<  <  ج: ص:  >  >>