للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد بين الله تعالى أعمال البر التي من جاء بها كان من الأبرار المتقين، وهذا البيان يكفينا في معرفة حقيقة التقوى التي تُنال بها ولاية الله، فقال تعالى: {لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ} [البقرة:١٧٧] .

وقد استدل بهذه الآية الإمام البخاري -رحمه الله- في باب أمور الإيمان من كتاب الإيمان١ على أن الإيمان الكامل يستلزم الأعمال الصالحة الظاهرة.

وقد بين ابن حجر -رحمه الله- وجه الاستدلال بهذه الآية ومناسبتها لحديث الباب٢، ثم قال: "ووجهه أن الآية حصرت التقوى على أصحاب هذه الصفات ... فإذا فعلوا وتركوا فهم المؤمنون الكاملون"٣.


١ صحيح البخاري مع فتح الباري ١/٥٠.
٢ ونصه: "الإيمان بضع وستون شعبة، والحياء شعبة من الإيمان"، نفس المصدر ص٥١.
٣ فتح الباري ١/٥٠،٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>