للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المطلب الرابع: مرتبة السابق بالخيرات]

وتسمى كمال الإيمان المستحب، وهي درجة المقربين المحسنين والسابقين والمسارعين في الخيرات من الأنبياء والصديقين.

فهم المقربون الذين تقربوا إلى الله "بالنوافل بعد الفرائض، ففعلوا الواجبات والمستحبات، وتركوا المحرمات والمكروهات، فلما تقربوا إليه بجميع ما يقدرون عليه من محبوباته، أحبهم الرب حباً تاماً كما قال تعالى في الحديث القدسي: "ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه" ١ يعني الحب المطلق ... " ٢.

وهم المحسنون، الذين كمّلوا مراتب الإسلام والإيمان، وارتفعوا إلى مرتبة الإحسان، فعبدوا الله كأنهم يرونه، فإن لم يكونوا يرونه فقد استشعروا رؤيته لهم، وبذلوا ما استطاعوا من النفع لعباده، فجمعوا بين الإحسان في عبادة الرب، ومعاملة الخلق.

وأعظم ما تميزت به هذه الطائفة هو قوة معرفتهم بالله، بشهود وحدانيته، واستحقاقه وحدهُ للألوهية، واستشعار قلوبهم لمعاني صفاته من خلال تفكرهم بآياته الكونية، وتدبرهم لآياته التنزيلية.


١ رواه البخاري، كتاب الرقاق، باب التواضع ح (٦٥٠٢) ١١/٣٤٠.
٢ الفرقان بين أولياء الرحن وأولياء الشيطان ص١٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>