للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[المبحث الثاني: أثر التزكية في حصول النور والفرقان]

إن القلب إذا تزكى بالعلم المستمد من الكتاب والسنة، وما يتولد عن ذلك من العقائد الصحيحة، والعواطف السليمة، والإرادات الخيرة، فإنه يشرق بالنور ويصبح لديه -بفعل هذه الأمور- ملكة يعرف بها الحق، ويميز بها الخير والشر، والهدى والضلال، ويتجافى بها عن الأفكار الهدامة وسائر الأخطار.

وهذا الأثر من أهم آثار الإيمان التي يكرم الله بها المؤمن.

فمن المعلوم أن اجتناب الطاغوت شرط لصحة الإيمان، كما قال تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة:٢٥٦] .

وقال: {وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ} [الزمر:١٧] .

فالمسلم الذي اجتنب الطاغوت، وتبرأ من الكفر والشرك وأهله وتجافى عن كل خصائص الجاهلية، يلزمه الاستمرار على ذلك، لاستمرار إيمانه وصحته.

<<  <  ج: ص:  >  >>