للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وعلى هذا يتبين بجلاء أثر تزكية القلب بالعلم والإيمان بالقدر في طمأنينة القلب واستقراره، ورضاه عن ربه وزوال القلق الدافع إلى الأفكار الهدامة أو مواردها.

وخلاصة هذا المبحث: أن طمأنينة القلب تنتج عن: تزكيته بالإيمان الصحيح القوي، القائم على معرفة الله بأسمائه وصفاته وأفعاله، واعتقاد تفرده بذلك وإخلاص العبادة له وحده، واستشعار القلب بأن الله خالقه ومدبره وإليه مرجعه، وأن سعيه سوف يرى ويجازى عليه، وتوكل العبد على ربه وحده والإيمان بالقدر القائم على التمييز بين الأمر الشرعي المكلف به العبد، والأمر الكوني الجاري على العبيد وفق القدر السابق، ومعرفة الاستجابة الصحيحة المناسبة لكل منها.

وإذا اطمأن القلب استغنى بالإيمان والعلم المُتلّقى من الوحي، وسكن واستأنس بربه، واشتغل بما يرضيه. وفتح له بابُ الرضى عن ربه، الأملَ بمعونته وتوفيقه له في الدنيا، والرضى عليه وإكرامه في الآخرة.

كما أن القلب إذا اطمأن زال قلقه ومرضه الذي يدفعه إلى الأفكار الهدامة المخالفة، أو ممارسة أساليب اللهو والترفيه ونحوها التي كثيراً ما تكون ستاراً لترويجها.

<<  <  ج: ص:  >  >>