للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مَخْتُومٍ خِتَامُهُ مِسْكٌ وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ عَيْناً يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} [المطففين:٢٢-٢٨] .

ففي قوله: {وَمِزَاجُهُ مِنْ تَسْنِيمٍ عَيْنًا يَشْرَبُ بِهَا الْمُقَرَّبُونَ} ذكر شراب الأبرار، وشراب المقربين، قال ابن جرير -رحمه الله- في المراد بقوله: تسنيم: "وأما سائر أهل التأويل، فقالوا: هو عين يمزج بها الرحيق لأصحاب اليمين، وأما المقربون فيشربونها صرفاً" ١.

وسوف يأتي مزيد من البيان لهذا المعنى عند الكلام على مرحلة السابق بالخيرات إن شاء الله.

وخلاصة القول أن أهل مرتبة المقتصد هم الذين جاؤوا بكمال الإيمان الواجب، وعبدوا الله على بصيرة، وسلمت قلوبهم من الشرك والريب، وأمراض الشبهات والشهوات، كما سلمت أعمالهم من الإصرار على معاصي الله، فهم ملازمون لطاعته واستغفاره.

وهم في الدنيا أهل ولاية الله وعنايته وتسديده ... ولا يمنع ذلك من أن تصيبهم بعض المصائب والمكروهات، تمحيصاً للذنوب، وتحقيقاً للصبر والإيمان، وزيادة في الحسنات، ورفعة في الدرجات، وتكفيراً للسيئات.

وفي الآخرة يتولاهم الله أيضاً، فيؤمّنهم من الفزع الأكبر، ويدخلهم


١ جامع البيان لابن جرير ٣٠/١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>