للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وختمها كذلك بالتحذير منه، وبيان عاقبته في الآخرة، وأنها دخول صاحبه جهنم ملوماً مدحوراً، وفي ذلك التنبيه على أن التوحيد هو المقصود من جميع التكاليف، فيجب أن يكون ملازماً لكل عمل من أوله وآخره، فالتوحيد هو الأول، والآخر بالنسبة لعمل المؤمن، وهو الأساس الذي يحكم سيره، ويمضي من أجله حياته.

ولعل فيما تقدم كفاية في بيان أهمية التوحيد في استجلاب ولاية الله، وأنه الركن الأول والأساس في الإيمان بالله، والذي لا يمكن الحصول على ولاية الله بدونه، وأن الشرك يؤدي إلى خذلان الله للإنسان، وتلاعب شياطين الإنس والجن به، وهلاكه وتخبطه في متاهات الضلال.

والمقصود من هذا الفصل بيان أثر ولاية الله في حماية المؤمن من الأفكار الضالة التي تستهدف زعزعة إيمانه وسلوكه.

وقد تقدمت الإشارة إلى أن حصول ولاية الله للمؤمن هو أهم وأغلى ثمرات الإيمان، لما ينتج عنها من إمداد الله لعبده بالعون والنصرة، والدفاع عنه وحمايته.

ويمكن تقسيم مظاهر ولاية الله لعباده المؤمنين على وجه الإجمال إلى قسمين:

الأول: نوع محدد معين جعل الله الإيمان سبباً له، يحصل بحصوله ويرتفع بعدمه.

مثل: الطمأنينة، والنور والفرقان، والألفة والمحبة الناتجة عن الأخوة

<<  <  ج: ص:  >  >>