للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال ابن جرير رحمه الله: "يقول تعالى ذكره لنبيه صلى الله عليه وسلم: ولا تطع يا محمد من شغلنا قلبه من الكفار ... ، بالكفر وغلبة الشقاء، واتبع هواه، وترك اتباع أمر الله ونهيه، وآثر هوى نفسه على طاعة ربه" ١.

ومن أوصافه أنه قاسٍ:

قال تعالى: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ فَوَيْلٌ لِلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُمْ مِنْ ذِكْرِ اللَّهِ أُولَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} [الزمر:٢٢] .

والقسوة هي غلظ القلب وجفافه، وأصله من حجر قاس٢.

قال الشوكاني رحمه الله: "والقسوة: الصلابة واليبس، وهي عبارة عن خلوها من الإنابة والإذعان لآيات الله ... " ٣.

فالمادة القاسية مثل للقلب القاسي، والأشياء القاسية تنقسم إلى قسمين: قسم صلب لا يحتوي على الماء، ولا يلين بنزول الماء عليه كالحجارة، وقسم لا يحتوي على الماء حال شدته ويبوسته، لكن يؤثر عليه الماء فيلينه، كالطين اليابس.

وكذلك القلوب، منها قلوب قاسية كالحجارة، لا يوجد فيها إيمان ولا تنتفع بالذكر والمواعظ والآيات فتلين، وهذه قلوب نوع من الكفار،


١ جامع البيان لابن جرير ١٥/٢٣٦.
٢ انظر المفردات للراغب الأصفهاني ص٤٠٤، وجامع البيان ٢٣/٢٠٩.
٣ فتح القدير ١/١٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>