للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يتناسب مع قوة المرض، إلا أنه لم يصل إلى درجة الختم والقفل والطبع، فهو قلب مريض ينفع فيه العلاج بإذن الله، كما أنه في طريقه إلى الموت إن أهمل علاجه، واستمر به داؤه.

مما تقدم تبين أن للقلوب على وجه الإجمال، ثلاث حالات:

القلب السليم وهو الذي عمر بالعلم النافع والمعتقد الصحيح، والإيمان الخالص، والعواطف السليمة، فهو طاهر بذلك سالم من ضده، مطمئن للحق راكن إليه، لين ينتفع بالذكر المواعظ ويتفاعل معها.

وقلب ميت خراب من الإيمان والخير، عقائده باطلة، وظنونه سيئة وعواطفه مائلة، قد استحكم عليه الران فغطّاه، فهو أعمى عن الهدى، غافل عما فيه سعادته وهداه، مشتغل فيما يهواه، قلب غليظ قاس لا يلين للمواعظ والذكر فينتفع بها.

وقلب مريض فيه إيمان وبه داء من جهة الشبهات أو الشهوات أو منهما معاً، ففيه من الشك والريب والزيغ، أو الغفلة والقسوة والران والقلق بقدر تلك الشبهات أو الشهوات الناخرة فيه، فهو قابل للسلامة إن تعاهده صاحبه بالعلاج بإذن الله، وإلا فهو في طريقه إلى الهلاك، أعاذنا الله من ذلك.

والقلب الذي يجري البحث في أثر الإيمان في تحصينه ضد الأفكار الهدامة، هو القلب السليم الذي عمر بالإيمان، ويخشى عليه من تسلل الشبهات أو الشهوات إليه، فجعل الله الإيمان سبباً في تحصينه، ودفع تلك

<<  <  ج: ص:  >  >>