للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلحاق الضرر بالمحسود١.

الحقد والحسد ثغرتان في القلب:

لا يوجد مرض يكون سبباً لرد الحق من أول وهلة بعد معرفته أشد من الحسد، فهو داء عضال إذا استحكم في القلب مال به عن القصد وأوقعه في المهالك.

قال ابن تيمية رحمه الله: "فالبخل والحسد مرض يوجب بغض النفس لما ينفعها، بل وحبها لما يضرها، ولهذا يقرن الحسد بالحقد والغضب"٢.

والحسد هو الدافع لأول ذنب عُصي الله به، حيث رفض إبليس السجود لآدم حسداً له على ما أولاه الله من الكرامة بإسجاد الملائكة له، وكِبْراً أن يسجد لمن يرى نفسه أفضل منه.

وقد كانت أمهات المعاصي الكبار الدافع إليها الحسد، فقد قص الله علينا ما كان من إبليس، وما كان من بني إسرائيل وتكذيبهم لنبيهم عليه الصلاة والسلام، بل وعداوته وعداوة أتباعه، وأن الدافع لذلك هو الحسد.

قال تعالى: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً


١ انظر: مجموع الفتاوى ١٠/١١٢، ١٢١، وجامع العلوم والحكم ص٣٠٨، ٣٠٩.
٢ مجموع الفتاوى ١٠/١٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>