للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبهجتها، إلا بذكر الله {أَلاَ بِذِكْرِ اللهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} لا بغيره، فالسبب الوحيد لطمأنينة القلوب وشفائها من أمراضها، وزال قلقها ووحشتها هو ذكر الله، ذكر الله بمدلوله الواسع الشامل لكل ما يذكّر بالله، أو يُذكر الله به، ما يُذكر بالله من العلوم النافعة والأدلة القاطعة في الآيات البينات الناطقات أو المشاهدات، وما يذكر به الله من سائر الأذكار والعبادات، وإقامة الأحكام والمعاملات على شرع الله.

ويجمع ذلك العلم بما نزل من الوحي والعمل به. فذلك هو الطريق إلى طمأنينة القلوب وسعادتها في الدنيا والآخرة، قال تعالى مشيراً إلى هذه الحقيقة: {قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعاً بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدىً فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلا يَضِلُّ وَلا يَشْقَى وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيراً قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى} [طه:١٢٣-١٢٦]

قال سيد قطب -رحمه الله-: في تعليقه على قول الله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ} "تطمئن بإحساسها بالصلة بالله، والأنس بجواره والأمن في جانبه وفي حماه تطمئن من قلق الوحدة، وحيرة الطريق، وبإدراك الحكمة في الخلق والمبدأ والمصير، وتطمئن بالشعور بالحماية من

<<  <  ج: ص:  >  >>