للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العباس١ ليجمع له بين سقاية الحاج، وسدانة البيت، فأنزل الله هذه الآية٢ فأعاد مفاتيح الكعبة إلى بني شيبه، فيجب على ولي الأمر أن يولي على كل عمل من أعمال المسلمين، أصلح من يجده لذلك العمل"٣.

وعلى ذلك عليه أن يجتهد في البحث عن المستحقين للولايات، من نوابه على الأمصار والوزراء والقضاة ومدراء المصالح العامة، ورؤساء العشائر، وأمراء الجند الصغار منهم والكبار، وعلى كل واحد من هؤلاء أن يستنيب ويستعمل أصلح من يجده٤.

والميزان الذي يوزن به العمال هو: القوة والأمانة، والعلم والتقوى.

قال تعالى: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الأَمِينُ} [القصص:٢٦] .

وقال: {قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ} [البقرة:٢٤٧] .


١ العباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، هاجر قبل الفتح، وكان وهو في مكة مشفقاً على النبي صلى الله عليه وسلممحباً له، متعاوناً معه في تثبيت أمره، توفي سنة ٣٢هـ.
انظر: سير أعلام النبلاء ٢/٧٨، والبداية والنهاية ٧/١٦٨.
٢ هي قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا ... } .
٣ السياسة الشرعية ص١٧.
٤ انظر نفس المصدر ١٨، ١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>