للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال صلى الله عليه وسلم: "إذا ضيعت الأمانة، فانتظر الساعة " قال١: كيف إضاعتها يا رسول الله. قال: " إذا أسند الأمر إلى غير أهله، فانتظر الساعة "٢.

فقد بين صلى الله عليه وسلم أن من علامات قرب الساعة تضييع الأمانة بإسناد الأمر إلى غير أهله، ومعلوم أن الساعة لا تقوم إلى على شرار الخلق، الذين انتشر الجهل بينهم والفساد، وبذلك يكون إسناد الأمر إلى غير أهله من أسباب فساد الناس في آخر الزمان.

وسر ذلك أن الأمور إذا لم تسند إلى أهلها فإنها تسند إلى الجهال أو السفهاء أو الضعفاء أو إلى الخونة والمنافقين.

فالجهال والسفهاء يخبطون في أعمالهم بلا هدى، ويضعون الأمور في غير مواضعها، وقد يفسدون وهم لا يشعرون، وكثيراً ما يغرر بهم ويخدعون من طائفة المنافقين والحاقدين.

أما الضعفاء فإنهم عاجزون عن تنفيذ ما يرونه صالحاً، ويغلبون على


١ القائل هو الأعرابي الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الساعة، كما في الراوية الأخرى:"بينما النبي صلى الله عليه وسلم في مجلس يحدث القوم جاءه أعرابي، فقال: متى الساعة؟ .. الحديث رواه البخاري، كتاب العلم، باب من سئل علماً وهو مشتغل في حديثه ... ، صحيح البخاري مع الفتح ١/‍٤١ ح٥٩.
٢ رواه البخاري، كتاب الرقاق، باب رفع الأمانة، الصحيح مع الفتح ١١/٣٣٣،ح٦٤٩٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>