للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فَرَاحَتِ الْبَقَرُ، فرأَى بَقَرَةً أَنكرها، فسأَل عَنْهَا، فَقَالَ الرَّاعي: لَحِقَتْ بِالْبَقَرِ، لَا نَعْرِفُهَا (١) ,

فأَمر بِهَا، فطُرِدت حتَّى تَوَارَتْ، ثُمَّ قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسْولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَسْلِيْما يَقْوْلُ: "لَا يُؤْوِي الْضَّالَّةَ إِلَاّ ضَاْلٌّ".

قَالَ الشَّيخ الإِمام أَبو بَكْرٍ الْخَطِيبُ: "هَذَا حَدِيثٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ المُنذر بْنِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْبَجَلِيِّ عَنْ أَبيه,

تفرَّد بِرِوَايَتِهِ عَنْهُ خَالَهُ الضَّحّاك بْنُ الْمُنْذِرِ (٢) ,


(١) في (أ) : "لا يعرفها" بالمثنّاة التّحتيّة وما أثبتّه من: (ج) ،وهو الصّواب.
(٢) واضطّرب في روايته عنه: أبو حيّان التّيميّ، على عدّة أوجه:
الأوّل: مثل الّذي هنا عن الضّحّاك بن المنذر عن المنذر بن جرير عن جرير ابن عبد الله به،
كذلك رواه: المحاملي في: (أماليه رواية: ابن البيّع ص/٦١ ورقمه/٢) بسنده كما هنا، ورواه أيضا: ابن ماجه في: (السّنن ٢/٨٣٦ ورقمه/٢٥٠٣) ، والنّسائي في: (السّنن الكبرى ٣/٤١٦ ورقمه/٥٨٠٠، وانظر: تحفة الأشراف ٢/٤٣٢ رقم الحديث/٣٢٣٣) ، والإمام أحمد في: (المسند ٤/٣٦٠، ٣٦٢) ، والطّحاويّ في: (شرح المعاني ٤/١٣٣) ، والطّبرانيّ في: (المعجم الكبير ٢/٣٣٠- ٣٣١ وأرقامه/٢٣٧٦، ٢٣٧٧، ٢٣٧٨) ، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى ٤/١٩٠) ،كلّهم من طرق عن أبي حيّان عن الضّحّاك به، مطوّلاً، ومختصرًا ...
الثّاني: عن الضّحّاك بن المنذر عن جرير بن عبد الله (لم يذكر بينهما أحدًا) بِهِ، كذلك رواه: النّسائيّ في: (السّنن الكبرى ٢/٤١٦ ورقمه/٥٨٠١) عن محمَّد بن آدم عن ابن المبارك،
وأبو الحسين بن رزيق في: (الأفراد والغرائب [٦/٤ ب] تخريج خلف الواسطيّ له) عن محمَّد بن العبّاس البرذعيّ عن سعيد بن عمرو عن بقيّة عن صفوان بن سليم عن روح بن القاسم، كلاهما عن أبي حيّان به،
والحديث من هذا الوجه وَالّذي قبله ضعيف؛ لحال الضّحّاك بن المنذر لم يرو عنه إلاّ واحد، ولم يوثّقه إلاّ ابن حبّان.
وكذا يُحتمل وجود انقطاع في الوجه الثّاني؛ لأنّ طرق الحديث الأخرى تدلّ على وجود واسطة بين الضّحّاك وجرير، وكذا فإن الحافظ في: (التّقريب ص/٢٨٠ ت/٢٩٧٩) عَدّ الضّحّاك من أهل الطّبقة الرّابعة وهم: طبقة تلي الوسطى من التّابعين جُلّ روايتهم عن كبار التّابعين.
وإذا نظرنا في وفيات الصّحابة ممّن روى عنهم أحد من أهل الطّبقة الرّابعة لوجدنا أنّه لا يثبت لهم سماع إلاّ مِمّن تأخّرت وفاته منهم.
فهذا هو الزُّهريّ من رؤوس هذه الطّبقة لا يثبت له سماع من أحد من الصّحابة من الّذين ذكرهم المزّيّ في طبقة شيوخه في تهذيب الكمال مات قبل عام الثّمانين، فإذا علمنا أنّ جريرًا رضي الله عنه قد مات سنة: (إحدى وخمسين) على الأَشْهر قوّى ذلك احتمال وجود الانقطاع بينه وبين الضّحّاك.
وفي سند ابن رزيق بقيّة، وهو: ابن الوليد، يدلّس ويسوّي (انظر: طبقات المدلّسين ص/٤٩ ت/١١٧) والله أعلم.
الثّالث: عن الضّحّاك عن رجل عن جرير به، ذكره المزّيّ في: (تهذيب الكمال ١٣/٢٩٨) عن روح بن القاسم عن أبي حيّان.
وهذا إسناد ضعيف أيضا لحال الضّحّاك وجهالة شيخه.
الرّابع: عن أبي زرعة بن عمرو بن جرير عن المنذر عن جرير به، كذلك رواه النّسائيّ في: (السّنن الكبرى ٣/٤١٥- ٤١٦ رقم الحديث/٥٧٩٩) عن الحسين بن منصور عن إبراهيم بن عيينة عن أبي حيّان التّيميّ عن أبي زرعة به..
وفي سنده: إبراهيم بن عيينة، ضعّفه ابن معين، وأبو حاتم، والنّسائيّ، وغيرهم،
انظر: الجرح والتّعديل ٢/١١٩، وتهذيب الكمال ٢/١٦٤.
وقال ابن حجر في: (التّقريب ص/٩٢ ت/٢٢٧) : "صدوق يهم".
الخامس: عن المنذر بن جرير عن جرير بن عبد الله به،
كذلك رواه أبو داود في: (السّنن ٢/٣٤٠- ٣٤١ رقم الحديث/١٧٢٠) عن عمرو بن عون عن خالد بن عبد الله عن أبي حيّان عن المنذر (لم يذكر بينهما أحدًا) به.
وفي السّنن: (عن ابن أبي حيّان) والتّصحيح من: (تحفة الأشراف ٢/٤٣٢ رقم الحديث/٣٢٣٣، وتهذيب الكمال ١٣/٢٩٨- ٢٩٩) .
وأبو حيّان مختلف في سماعه من المنذر،
انظر: تهذيب الكمال (٣١/٣٢٣) ، وتهذيبه (١٠/٣٠٠) .
السّادس: عن رجل عن المنذر بن جرير عن جرير به..
كذلك رواه:
النّسائيّ في: السّنن الكبرى (تحفة الأشراف ٢/٤٣٢ رقم الحديث/٣٢٣٣) عن محمَّد بن بشّار عن غندر عن أبي حيّان عن رجل به،
وذكره المزّيّ أيضا في: (تهذيب الكمال ١٣/٢٩٨، ٢٨/٥٠٢) .
وهذا الاضطّراب منشؤه كما تقدّم ص/٦١٥ من أبي حيّان التّيميّ فقد قال المزّيّ في: (تهذيب الكمال ١٣/٢٩٩) : "والاضطّراب فيه من أبي حيّان".
وقال الخزرجيّ في: (الخلاصة ص/١٧٧) عند ترجمة أبي حيّان، وقد أشار إلى حديثه هذا: "والاضطراب منه".

<<  <  ج: ص:  >  >>