قال مؤمّل: "فلما اختلط روّاد رفع هذا الحديث، ودلّسوا عليه". وقال البيهقيّ في: السّنن وكان قد ذكر حديث بهز، وسيأتي: "وهذا أيضا ليس بالقويّ والله أعلم". وقال في الشّعب: "وفي إسناده ضعف"، وضعّفه أيضاً العراقيّ في: المغني (١/١٦٧، ٢/٨٢٥) . وفي سنده: روّاد بن الجرّاح، اختلط بأخرة فتّرك (كما تقدّم ص/٦٧٩) ، وأبو سعد السّاعديّ مجهول (كما تقدّم ص/٦٩٧- ٦٩٨) . ومنه يتبيّن عدم صحّة ماجاء في فوائد شُهده (ص/٨٠) من أنّ الحديث حَسَن والله تعالى أعلم. وللحديث طريق أخرى رواها: ابن عديّ في: (الكامل ١/٣٨٦) ، والخطيب في: (تأريخه ٤/١٧١) ومن طريقه: ابن الجوزيّ في: العلل ٢/٧٨١ ورقمه/١٣٠١ من طرق عن الرّبيع بن بدر، ورواه أبو محمَّد الخلاّل في: (أماليه ص/٧٩ ورقمه/٨٨) بسنده عن حفص بن سليمان، كلاهما عن أبان بن أبي عيّاش عن أنس به قال ابن الجوزيّ: "وهذا الحديث من جنس ما سبق، وفيه متروكان: الرّبيع، وأبان"، وهو كما قال، انظر ترجمة الرّبيع في: (الكامل ٣/١٢٧، وَالتّقريب ص/٢٠٦ ت/١٨٨٣) ، وأبان في: (الكامل ١/٣٨١، والميزان ١/١٠ ت/١٥) . وفي سند الخلاّل: بقيّة بن الوليد، يدلّس تدليس التّسوية، ولم يصرّح بالسّماع عمّن فوقه (انظر: طبقات المدلّسين ص/٤٩ ت/١١٧) . وجاء نحو الحديث من طريق عليّ، وَمعاوية بن حيدة رضي الله عنهما مرفوعا فأمّا حديث عليّ فرواه: أبو نعيم في: (ذكر أخبار أصبهان ٢/٢٠٩- ٢١٠) من حديث إبراهيم بن سلام المكيّ عن ابن أبي فديك عن جعفر بن محمَّد بن عليّ بن الحسين بن عليّ عن أبيه عن جدّه به وفيه: إبراهيم بن سلاّم، وهو: أبو إسحاق الهاشميّ، قال فيه أبو أحمد الحاكم في: (الأسامي والكنى ١/١٧٠ ت/٢٤) : "ربّما روى ما لا أصل له"، وضعّفه الدّارقطنيّ (كما في: لسان الميزان ١/٦٤) ، والذّهبيّ في: (المغني ١/١٦ ت/٩١) ، وأورده ابن عرّاق في: (تنزيه الشّريعة ١/٢٢ ت/٢٨) في الفصل الخاص بسرد أسماء الوضّاعين، والكذّابين. أمّا حديث معاوية بن حيدة، فرواه ابن أبي الدّنيا في: (الغيبة والنّميمة ص/٨٧٨٨ رقم/٨٤، وَالصّمت ص/١٥١- ١٥٢ ورقمه/٢٢١) ، والعقيليّ في: (الضّعفاء ١/٢٠٢) ، والمحامليّ في: (أماليه رواية: ابن البيّع ص/٢٦٦ ورقمه/٢٦٢) ، وابن حبّان في: (المجروحين ١/٢٢٠) ، والطّبرانيّ في: (الكبير ١٩/٤١٨ ورقمه/١٠١٠) ، وابن عديّ في: (الكامل ٢/١٧٣) ، وأبو أحمد الحاكم في: (الأسامي والكنى ١/٤١٤- ٤١٥) ، والقضاعيّ في: (الشّهاب ٢/٢٠٢ رقم/١١٨٥، ٢/٢٠٣ رقم/١١٨٦) ، والسّهميّ في: (تأريخ جرجان ص/٧٥) ، والخطيب في تأريخه (١/٣٨٢، ٣/١٨٨، ٧/٢٦٢، ٢٦٨) ، والبيهقيّ في: (السّنن الكبرى ١٠/٢١٠، والشّعب ٢/١٠٩ ورقمه/٩٦٦٦،٩٦٦٧) ، وابن الجوزيّ في: (العلل المتناهية ٢/٧٧٨- ٧٧٩ ورقمه/١٣٠) وغيرهم، كلّهم من طرق عن الجارود بن يزيد عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جدّه قال: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: "أترعون عن ذكر الفاجر، اذكروه بما فيه حتّى يحذره النّاس" واللّفظ للطّبرانيّ وفيه: الجارود بن يزيد، وهو: أبو الضّحّاك وقيل: أبو عليّ النّيسابوريّ كذّبه غير واحد من الأئمّة، (انظر: الضّعفاء الصّغير للبخاريّ ص/٥٥ ت/٥٣، والميزان ١/٣٨٤ ت/١٤٢٩) . وحكم على حديثه الغماريّ في: (المغير ص/٩) ، والألبانيّ في: (سلسلة الأحاديث الضّعيفة والموضوعة ٢/٥٢) بالوضع. وورد الحديث من طرق أخرى عن بهز عند الطّبرانيّ في: (الأوسط ٥/١٨٩ ورقمه/٤٣٦٩، والصّغير ص/٢٣٠ ورقمه/٥٨٩) ، وابن الجوزيّ في: (العلل ٢/٨٧٩ ٨٨٠) إلاّ أنّها لا تصحّ، فقد ذُكِرَ الحديث للإمام أحمد (كما في: تأريخ بغداد ٧/٢٦٢) ، وقيل له: هل رواه غير الجارود عن بهز؟ فقال: "ما علمت". وقال العقيليّ:"ليس له من حديث بهز أصل، ولا من حديث غيره، ولا يتابع عليه". هكذا في المطبوع من كتابه، وعند ابن الجوزيّ في: العلل (٢/٧٨٠) نقلاً عنه: "ولا يتابع عليه الجارود من طريق يثبت". وقال الدّارقطنيّ في: تعليقه على المجروحين لابن حبّان (ص/٦٨) : "هذا حديث الجارود بن يزيد عن بهز، وضعه عليه، وسرقه منه: عمرو بن الأزهر، فحدّث به عن بهز، وعمرو بن الأزهر كذّاب.. وسرقه منه: سليمان بن عيسى السّكّريّ، وكان دجّالاً، فرواه عن الثّوريّ عن بهز بن حكيم. وسرقه: شيخ يعرف بالعلاء بن بشر، فرواه عن سفيان بن عيينة عن بهز، وابن عيينة لم يسمع من بهز شيئا، وغيّر لفظه.."، ونحوه من كلام الخطيب في: تأريخه (٧/٢٦٢) . وقال ابن حبّان: "والخبر في أصله باطل، وهذه الطّرق كلّها بواطيل، لا أصل لها". هذا، وقد روي حديث معاوية هذا بلفظ آخر هو: (ليس لفاسق غيبة) ، رواه: الطّبرانيّ في: (الكبير ١٩/٤١٨ ورقمه/١٠١١) ، وابن عديّ في: (الكامل ٥/٢٢١) ، وأبو الشَّيخ في: (طبقات المحدّثين بأصبهان ٣/٤٧٨ ورقمه/٦٣٨) ، وأبو بكر الفقيه في: (مجلس من الأمالي [١٥/ب] ) ، وأبو بكر الدّقّاق في: (حديثه [٢/٤٢ ب] ) ، والهرويّ في: (ذمّ الكلام [٤/٨١ أ] ) ، والبيهقيّ في: (الشّعب ٣/١٠٩ ورقمه/٩٦٦٥) ، والقضاعيّ في: (الشّهاب ٢/٢٠٢ رقم/١١٨٥، ٢/٢٠٣ رقم/١١٨٦) ، والخطيب في: (الكفاية ص/٤٢) ، والواحديّ في: (التّفسير [٤/٨٢ أ] ) ، وابن الجوزيّ في: (العلل ٢/٧٨٠- ٧٨١) ، وغيرهم، كلّهم من طرق عن جعدبة ابن يحيى اللّيثيّ عن العلاء بن بشر عن سفيان بن عيينة عن بهز به قال ابن عديّ: "هذا معروف بالعلاء بن بشر"، وسبق النّقل عن الدّارقطنيّ بأنّ العلاء سرقه فحدّث به. وقال الحاكم: "هذا غير صحيح، ولا معتمد". والعلاء بن بشر قال فيه ابن عديّ: "لا يعرف"، وقال عن حديثه بهذا اللّفظ: "غير معروف"، وذكره ابن حبّان في: (الثّقات ٨/٥٠٤) ، وقال: "شيخ يروي عن ابن عيينة، روى عنه جعدبة بن يحيى المناكير". وقال الدّارقطنيّ (كما في: لسان الميزان ٢/١٠٥) في جعدبة: "متروك". وهو بهذا اللّفظ باطل أيضا قال ببطلانه: الدّارقطنيّ، والخطيب، وابن القيّم (كما في: المنار المنيف ص/١٣٤) ، وأبو حفص الموصليّ في: (المغني عن الحفظ والكتاب ص/٤٩٧) ، والسّخاويّ في: (المقاصد الحسنة ص/٣٥٤) ، وابن هِمَّات في: (التّنكيت ص/١٥٩) ، والألبانيّ في: (السّلسلة الضعيفة ٢/٥٣) ، وغيرهم.