الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين وعلى آله وأصحابه أجمعين ... أما بعد:
فإنه من فضل الله وكرمه أن منّ علَيّ بمتابعة الدراسات العليا، فبعد أن حصلت على شهادة الليسانس من كلية أصول الدين بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، تقدمت إلى جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض والتحقت بالدراسات العليا، قسم الكتاب والسنة بكلية أصول الدين، وبعد أن اجتزت السنة التمهيدية دفعتني الرغبة إلى مواصلة البحث في مجال السنة المطهرة، فإن العمل فيها من أجلِّ الأعمال وخدمتها من أعظم القربات.
وقد يسر الله تعالى لي نسخة خطية من كتاب الإمام الذهبي:(المقتنى في سرد الكنى) ، فرأيت فيه من السعة والشمول وغزارة الفائدة ما جعلني أقرر تحقيقه وإحياءه، ليأخذ مكانه في المكتبة الحديثية، وتعم فائدته إن شاء الله تعالى.
فهذا العلم -أي معرفة الكنى- من العلوم الهامة التي يحتاجها طالب العلم في حياته العلمية، فكثيراً ما يشتبه على الباحث راوٍ من الرواة، لأنه قد يذكر في أسانيد الحديث بكنيته حيناً، وقد يذكر باسمه حيناً آخر مما يجعل إيضاح صاحب الكنية من الضرورة بمكان، وبالرغم من ضخامة الكتاب وضيق الوقت المخصص لإنجاز البحث، فقد استخرت الله تعالى في العمل فيه، وسألته المعونة على إنجازه، ثم شرعت في جمع نُسَخ هذا الكتاب المتوفرة في المكتبات، فاجتمع لي منه أربع نُسَخ متنوعة، من أقطار مختلفة.