للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

به نسخ متعددة، ثم زاد عليه أن وفى الزيادات التي نذكرها فيما بعد".

ثم ذكر ابن أبي الحديد بعد ذلك١ فصولا من هذه الزيادات، وعقب عليها بقوله: "واعلم أن الرضي -رحمه الله- قطع كتاب نهج البلاغة على هذا الفصل، وهكذا وجدت النسخة بخطه، وقال: وهذا حين انتهاء الغاية بنا إلى قطع المنتزع من كلام أمير المؤمنين، حامدين لله سبحانه على ما من به من توفيقنا لضم ما انتشر من أطرافهن وتقريب ما بعد من أقطاره، ومقررين العزم كما شرطنا أولا على تفضيل أوراق من البياض في آخر كل باب من الأبواب لتكون لاقتناص الشارد، واستلحاق الوارد، وما عساه أن يظهر لنا بعد الغموض، ويقع إلينا بعد الشذوذ..".

ثم قال بن أبي الحديد نفسه: "ثم وجدنا نسخا كثيرة فيها زيادات بعد هذا الكلام قيل إنها وجدت في نسخة كتبت في حياة الرضي -رحمه الله- وقرئت عليه فأمضاها وأذن في إلحاقها بالكتاب، ونحن نذكرها".

فهذا يبين لك أيضا أن نسخة المؤلف قد تتكرر، ولا يمكن القطع بها ما لم ينص هو عليها. وليس وجود خطه عليها دليلا على أنها النسخة الأم، بل إن الأمر كله أمر اعتباري لا قطعي.

وإذا رجعت إلى تقديمي لمجالس ثعلب٢ عرفت أن تلك المجالس قد ظهرت في صور شتى.

وكثيرًا ما تتعرض كتب المجالس والأمالي للتغيير والتبديل، والزيادة من التلاميذ والرواة. جاء في مقدمة تهذيب اللغة٣ للأزهري عند الكلام على الأصمعي:


١ شرح نهج البلاغة ٤: ٥٠٦.
٢ من ٢٤-٢٥ من التقديم. وانظر كذلك حواشي ص١١٣.
٣ مقدمة تهذيب اللغة ١: ١٥.

<<  <   >  >>