للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منهما على الآخر على ما تقدمت الإشارة إليه والله أعلم انتهى.

هذان النوعان متقاربان وجعلهما المصنف نوعين تبعا للخطيب ولنقدم الكلام على النوع الثاني وليس المراد به هنا ما تقدم في حد المرسل "لهذا أفرد المصنف هذا بالذكر"١ إنما المراد به هنا مطلق الانقطاع. ثم الإرسال: ظاهر وخفي

فالظاهر هو: أن يروي الرجل عمن لم يعاصره بحيث لا يشتبه إرساله باتصاله على أهل الحديث كأن يروي مالك مثلا عن سعيد بن المسيب وكحديث رواه النسائي من رواية القاسم بن محمد عن ابن مسعود قال: "أصاب النبي صلى الله عليه وسلم بعض نسائه ثم نام حتى أصبح" فإن القاسم لم يدرك ابن مسعود.

والخفي: هو أن يروي "عن من"٢ سمع منه ما لم يسمعه منه أو عن من"٢" لقيه ولم يسمع منه أو عن من"٢" عاصره ولم يلقه.

فهذا قد يخفي على كثير من أهل الحديث لكونهما قد جمعهما "عصر"٣ واحد.

وهذا النوع أشبه بروايات المدلسين ويعرف خفي الإرسال بأمور أربعة:

أحدها: أن يعرف عدم اللقاء بينهما بنص بعض الأئمة على ذلك أو يعرف ذلك بوجه صحيح كحديث رواه ابن ماجه من رواية عمر بن عبد العزيز عن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "رحم الله حارس الحرس".

فإن عمر لم يلق عقبه كما قال المزي في "الأطراف"

والثاني: بأن يعرف عدم سماعه منه مطلقا بنص إمام على ذلك أو نحوه كأحاديث أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود عن أبيه وهي في السنن الأربعة.

فقد روى الترمذي أن عمرو بن مرة قال لأبي عبيدة هل تذكر من عبد الله شيئا؟ قال: لا.

والثالث: بأن يعرف عدم سماعه منه لذلك الحديث فقط وإن سمع منه غيره إما بنص إمام أو بإخباره عن نفسه بذلك في بعض طرق الحديث أو نحو ذلك

والرابع: بأن يرد في بعض طرق الحديث زيادة اسم راو بينهما كالحديث الذي


١ كذا في خط وراجع: "الشرح".
٢ هكذا في خط، ورسمت في ل: "عمن" بالوصل.
٣ من ل، وليس في خط.

<<  <  ج: ص:  >  >>