للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي "النهاية": الخضرمة أن يجعل الشيء "بين بين"١ فإذا قطع بعض الأذن فهي بين الوافرة والناقصة.

قال: وكان أهل الجاهلية يخضرمون نعمهم فلما جاء الإسلام أمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يخضرموا من غير الموضع الذي يخضرم منه أهل الجاهلية.

قال: ومنه قيل لكل من أدرك الجاهلية والإسلام مخضرم لأنه أدرك الخضرمتين.

وروى أبو داود من حديث "زبيب"٢ العنبري أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم "قد كنا أسلمنا وخضرمنا آذان النعم" الحديث.

وقد ضبط بعضهم "المخضرمين" بكسر الراء على الفاعلية فكأنهم إذا أسلموا خضرموا آذان نعمهم ليعرف بذلك إسلامهم فلا يتعرض لهم.

وأغرب ابن خلكان فقال: قد سمع "محضرم"٣ بالحاء المهملة وبكسر الراء.

وهل يشترط إسلامه في حياة النبي صلى الله عليه وسلم أو يسمى مخضرما وإن أدرك الجاهلية والإسلام وأسلم بعده صلى الله عليه وسلم؟

مقتضى عبارة المصنف الثاني٤ ويدل عليه: أن مسلما رحمه الله عد في "المخضرمين"٥ جبير بن نفير وإنما أسلم في خلافة أبي بكر كما قاله أبو حسان "الزيادي"٦

ولا يشترط أن يعيش نصف عمره في الجاهلية ونصفه في الإسلام خلافا للحاكم, كحكيم بن حزام وحسان بن ثابت وغيرهم ممن عاش ستين في الجاهلية


١ رسم الناسخ علي كل منهما علامة "صح".
٢ ضبطها في خط بضم الزاى، وحديثه في "تحفة المزي" "٣/١٧٦".
٣ من ل، وفي خط: "مخضرم" بالمعجمة.
٤ راجع: "التقييد".
٥ من ع، وفي خط: "المهخضرميين" بياءين.
٦ من خط ومثله في "الأنساب" "٣/١٨٥" وضبطها: بكسر الزى وفتح الياء المنقوطة باثنتين من تحتها وفي اخرها الدال المهملة وفي ع: "الزنادي" بالنون بدل الياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>