للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>

طعامًا وشرابًا لا ينفدُ، وأزواجًا لا تَمُتْنَ أبدًا.

شهرُ رمضان: فيه يُزوجُ الصائمون. في الحديث: «إن الجنة لتزخرف وتُبَخَّرُ من الحول إلى الحول لقدوم شهر رمضان. فتقولُ الحورُ: يا رب اجعل لنا في هذا الشهر، من عبادك أزواجًا، تقرُّ أعيُننا بهم، وتقرُّ أعيُنُهم بنا» وفي حديث آخر: «إن الحور تنادي في شهر رمضان: هل من خاطب إلى الله فيزوجُهُ؟» . مهورُ الحور العين: طولُ التجهد، وهو: حاصل في شهر رمضان أكثر من غيره.

والثانيةُ: من الصائمين من يصوم في الدنيا عما سوى الله، فيحفظُ الرأس وما وعى، والبطن وما حوى، ويذكر الموت والبلى، ويريدُ الآخرة ويترك زينة الدنيا، فهذا: عيدُ فطره يوم لقاء ربه، وفرحه برؤيته. يا معشر الصائمين: صوموا اليوم عن شهوات الهوى، لتدركوا عيد الفطر يوم اللقاء، لا يطولنَّ عليكم الأملُ، باستبطاء الأجل، فإن معظم نهار الصيام قد ذهب، وعيد اللقاء قد اقترب.

قوله: «ولخَلُوفُ فم الصائم: أطيب عند الله من ريح المسك» خلُوفُ الفم: رائحةُ ما يتصاعدُ منه من الأبخرة، لخلوِّ المعدة من الطعام بالصيام، وهي رائحةٌ مستكرهةٌ في مشامِّ الناس في الدنيا، لكنَّها أطيبُ عند الله من ريح المسك،

حيث كانت ناشئةً عن طاعته وابتغاء مرضاته. وفيه

<<  <   >  >>