ومنها: أن شهرَ رمضان شهرٌ يجودُ اللهُ فيه على عباده بالرحمة والمغفرة والعتق من النار، لا سيما في ليلة القدر. والله تعالى يرحمُ من عباده الرحماءُ، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: «إنما يرحمُ اللهُ من عباده الرحماءُ» ، فمن جاد على عباد الله، جاد اللهُ عليه بالعطاء والفضل، والجزاءُ من جنس العمل.
ومنها: أن الجمع بين الصيام والصدقة من موجبات الجنة، كما في حديث علي رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال:«إن في الجنة غُرفًا يُرى ظهورُها من بطونها، وبطونُها من ظهورِها» قالوا: لمن هي يا رسول الله؟ قال:«لمن طَيَّبَ الكلامَ، وأطعمَ الطعامَ، وأدامَ اصيامَ، وصلَّى بالليلِ والناسُ نيام» .
وهذه الخصالُ كلُّها تكونُ في رمضان، فيجتمع فيه للمؤمن الصيام والقيام والصدقة، وطيب الكلام، فإنه ينهى فيه الصائم عن اللغو والرفث، والصلاة والصيام والصدقة: توصلُ صاحبها إلى الله - عز وجل -.
قال بعض السلف: الصلاة توصل صاحبها إلى نصف الطريق، والصيام يوصله إلى باب الملك، والصدقةُ تأخذُ بيده، فتدخلهُ على الملك.
وفي صحيح مسلم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من أصبح منكم اليوم صائمًا؟ قال أبو بكرٍ: