الرجلُ:«صمتُ رمضان كلُّه، أو قمتُه كلُّه» فالصدقةُ تجبر ما كان فيه من النقص والخلل، ولهذا وجب في آخر رمضان زكاةُ الفطر، طهرة للصائم من اللغو والرفث.
ومنها: أن الصائم يدع طعامه وشرابه، فإذا أعان الصائمين على التقوِّي على طعامهم وشرابهم، كان بمنزلة من ترك شهوته لله، وآثر بها وواسى منها، ولهذا يشرع له تفطير الصوَّام معه إذا أفطر؛ لأن الطعام يكون محبوبًا له حينئذٍ، فيواسي منه حتى يكون ممن أطعم الطعام على حُبّه، فيكون في ذلك شاكرًا لله، على نعمة إباحة الطعام والشراب له،
وردِّه له بعد منعه إياه، فإن هذه النعمة إنما يُعرف قدرُها عند المنع منها.
وسئل بعضُ العرافين: لم شُرع الصيامُ؟ قال: ليذوق الغنيُّ طعم الجوع فلا ينسى الجائع؛ وهذا من بعض حكم الصوم وفوائده. وتقدم في حديث سلمان:«وهو شهرُ المواساة» فمن لم يقدر على درجة الإيثار على نفسه، فلا يعجز عن درجة أهل المواساة.
كان كثير من السلف: يواسون من إفطارهم، ويؤثرون ويطوون. فقد كان ابن عمر: يصوم ولا يفطر إلا مع
المساكين، فإذا منعه أهله عنهم، لم يتعشَّ تلك الليلة، وكان