للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة
<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وفي رواية لهما أنه قال له: «ألم أنهك أن تسألني عنها؟ إن الله لو أذن لي أن أخبركم بها لأخبرتكم، لا آمن أن تكون في السبع الأواخر» .

ولمسلم وأبي داود عن عبد الله بن أنيس، أنه قال يا رسول الله، إني أكون ببادية، وإني أصلي بهم، فمرني بليلة في هذا الشهر أنزلها إلى المسجد فأصلي فيه، قال: «انزل في ليلة ثلاث وعشرين» لفظ أبي داود.

كانت طائفة تجتهد ليلة أربع وعشرين، روي عن أنس والحسن، وروي عنه قال: راقبتُ الشمس عشرين سنة ليلة أربع وعشرين. فكانت تطلع لا شعاع لها، وروي عن ابن عباس، ذكره البخاري عنه. وقيل: إن المحفوظ عنه: أنها ليلة ثلاثٍ وعشرين.

وكان أيوب السختياني يغتسل ليلة ثلاث وعشرين، ويمس طيبًا ليلة أربع وعشرين، ويقول: ليلةُ ثلاث وعشرين ليلةُ أهل المدينة، وليلةُ أربع وعشرين، ليلتنا أهل البصرة.

وقد اختلف الناس في ليلة القدر، والجمهور: أنها في العشر الأواخر، كما دلَّت عليه الأحاديث الصحيحة. واختلفوا في أيِّ ليالي العشر أرجى؟ وحكي عن الحسن ومالك: أنها تُطْلَبُ في جميع ليالي العشر، ورجّحَهُ بعضُ أصحابنا.

<<  <   >  >>