حيثُ ترى الخيلَ بالأبطالِ جائلةً ... ينهضنَ بالهندُوانياتِ والجننِ
حتى إذا ما الْتقى الجمعانِ واختلفوا ... ضرباً كنحتِ جذوعِ النخلِ بالسنن
السنن: الفئوس. الواحدة سنة. واختلفوا ضرباً: أي اختلفت الأيدي بالضرب، فمنهم من يرفع يده ومنهم من يخفض يده.
يغادرُ القرنَ مصفراً أناملهُ ... يميلُ في الرمح ميلَ المائحِ الأسنِ
المائح الذي يغرف بيده الماءَ من البئر. والأسن: الذي يأسن من ريح الحمأة يكاد يغشى عليه.
تالله قد علمتْ قيسٌ إذا قذفتْ ... ريحُ الشتاءِ بيوتَ الحيِّ بالعنن
العنن: واحدها عنة، وهي الحظيرة من الشجر.
أنْ نعمَ معتركُ الحيِّ الجياعِ إذا ... خبَّ السفيرُ ومأوَى البائِس البَطِن
معترك الحي: مزدحمهم. والسفير: ماتحات من ورقِ الشجر فخبت به الريح؛ وهذا يكون في الشتاء. ومن السفير قولهم: أسفر مقدم رأسه: إذا ذهب الشعر عنه. والبطن: النهم.
من لا يذابُ له شحمُ النصيبِ إذا ... زار الشتاءُ وعزتْ أثمنُ البدنِ
لا يذاب له الشحم: أي لا يدخر له، بل يعطيه الناس طرياً
يطلب بالوتر أقواماً فيدركهم ... حيناً ولا يدركُ الأعداءُ بالدمن
الدمنة: الحقد.
ومن يحاربْ يجدهُ غيرَ مضطهدٍ ... يربِي على بغضةِ الأعداءِ بالطبنِ
الطبن: الفطنة. غير مضطهدٍ: أي غير مقهور.
يربى: يزيد. والطبن: الفطنة، يقال: طبن له وتبنَ له: إذا فطن له. قال الأصمعي: التبانة: الفطانة في الشر. ويقال: رجل ندس وندس؛ يفطن. ورجل لحنٌ؛ أي فطن، وهو ألحنُ منه:
أي أفطن منه.
إنْ تؤتهِ النصحَ يوجدْ لا يضيعهُ ... وبالأمانة لم يغدرْ ولم يخنِ
ويروى: إنْ تؤتهِ النصحَ لا ينفكُّ حافظهُ.
هناكَ ربكَ ما أعطاكَ من حسنٍ ... وحيثما يكُ أمرٌ صالحٌ فكنِ
ولزهير أيضاً
وقال يمدحه:
لمنْ طللٌ برامةَ لا يريمُ ... عفا وخلا له حقبٌ قديمُ
عفا: درس. وعفا: كثر. وهو من الأضداد. وخلا: أي مضى. والحقب: واحد الأحقاب. حقب: دهر طويل.