سموتُ لألبسهُ بزحفٍ ... كما لفتْ شآميةٌ سحابا
على ربذٍ قوائمه إذا ما ... شأتهُ الخيلُ ينسربُ انسرابا
ربذ: خفيف القوائم. انسرب الوحشيُّ: دخل في سربه.
شديد الأسرِ يحملُ أريحياً ... أخا ثقةِ إذا الحدثانُ نابا
أريحي: يراح إلى المعروف: يرتاح إليه.
صبوراً عند مختلفِ العوالي ... إذا ما الحرب أبرزتِ الكعابَا
وطال تشاجر الأبطالِ فيها ... وأبدتْ ناجذاً منها ونابا
الناجذ: السن بين النابِ والضرس. وقيل الأضراسُ كلها نواجذ.
يعز علي أن ألقَى المنايا ... ولما ألقَ كعباً أو كلابا
كعب وكلاب: ابنا عمر، وهم قتلوا بشراً.
ولما ألقَ خيلاً من نمير ... تضب لثاتها تبغي النهابا
تضب لثاتها مثلٌ؛ يقال لكل من اشتد حرصه: دمى فوه، وإن لثته لتضبُّ. وصف الخيل بشدة شهوتها للقاءِ. والمعنى لأصحابها.
ولما يختلط قومٌ بقومٍ ... فيطعنوا ويضطربوا اضطرابا
فيا للناس إنَّ قناة قومي ... أبت بثقافها إلا انقلابا
الثقاف: الذي تسوى به القناة.
يقول: نحن إذا غمزنا انقلبنا كما تنقلب القناة إذا صلبت. ويقال للرجل لا ينكسر من أمر يصيبه ولا يضعف فيه: إنه لصلبُ القناة، وإنه لصلبُ العود؛ أي صلب البدن، شديد القلب.
هم جدعوا الأنوفَ فأوعبوها ... وهم تركوا بني سعد يبابا
أوعبوها: استأصلوها. جدعه الله جدعاً وعيباً، أي مستأصلاً. واليباب: الخراب.
[مختار شعر عبيد بن الأبرص الأسدي]
قال أبو عبيدة معمر بن المثنى: كان من حديث عبيد بن الأبرص أنه كان رجلاً