إذا أنتَ لم تقصر عن الجهل والخنا ... أصبتَ حليماً أو أصابكَ جاهلُ
تمت
[بشر بن أبي خازم]
وقال بشر بن أبي خازم؛ واسمُ أبي خازم عمرو بن عوف ابن حميري بن ناشرة بن أسامة بن والبة بن الحارث ابن ثعلبة بن دودان بن أسد بن خزيمة بن مدركةً وهو عمرو بن إلياس بن مضر يهجو أوس بن حارثة بن لأم الطائي.
قال عبد الله بن صالح العجلي: حمل بشرٌ على هجاءِ أوسٍ، وجعلت له في ذلك جعالة، فقال:
تعنى القلبَ من سلمى عناءُ ... فما للقلب إذ بانت شفاءُ
تعنى القلب: لزمه. والعناء: المشقة.
وآذن آلُ سلمى بارتحالٍ ... فما للقلبِ إذ ظعنوا عزاءُ
هدوءاً ثم لأياً ما استقلوا ... لوجهتهمْ وقد تلعَ الضحاءُ
هدوءاً: حين هدأت العيون: أي نامت. والضحاءُ: الضحا. وتلع: ارتفع.
فلما آذنوا ذرفتْ دموعِي ... وجهلٌ من ذوي الشيبِ البكاءُ
كأنّ حمولهمْ لما استقلوا ... نخيلُ محلمٍ فيها انحناءُ
الحمول: الإبل التي عليها النساءُ. محلم: نهر بالبحرين. فيها انحناء: أي مائلة الأعذاق.
وفي الأظعان أبكارٌ وعونٌ ... كعين الرملِ أوجهها وضاءُ
عفا منهنَّ جزعُ عريتناتٍ ... فصارةُ فالفوارعُ فالحساءُ
فيا عجبا عجبتُ لآلِ لأمٍ ... فليس لهمْ إذا عقدوا وفاءُ
وأنكاسٌ إذا استعرتْ ضروسٌ ... تخلَّى من مخافتها النساءُ
الأنكاس: الذين لا خير فيهم الجبناء البخلاء. وأصله من السهم إذا قلبَ نصله مكان فوقه. واستعرت: توقدت. والضروس: الحرب. ويقال للناقة السيئة الخلق ضروس، تعض من دنا إلى ولدها. تخلى من مخافتها: أي تظهر من الفزع.